الثلاثاء، 16 فبراير 2016

20- انطلق من سلطان الحواس ــ كتاب انطلاق الروح

20- انطلق من سلطان الحواس ــ كتاب انطلاق الروح

أنــــــــــــك تــــؤمن بحـــواسك الخمــــس إيمــــاناً شـــديداً ،
ولا تصدق روحـــك أن تعارضـــت مع هــــذه الحــــــــواس ،
قمـــــــــتي تنجو من سلطان حواسك وتدرك إنطلاق الروح ؟ .


أنك تصدق الشي الذي تراه بعينيك. او تسمعه بأذنيك، أو تلسمه بيديك..
أما غير هذا فقد يعتريك فيه الشك فلماذا!!
السبب بسيط ، وهو أنك ما تزال عائشا بالجسد، تؤمن بالجسد وحواسه.


أنك تنظـــر هنا وهناك، فتري أنه ليــس من أحد، ليــس من مشــاهد ولا من رقــــيب .
فترتكب الخطأ الذي تتحاشى ارتكابه أمام الناظرين، فهل تصدق حقاً أنه لم يرك أحد؟!
لقد كان هناك عينان تنظران إليك في إشفاق . وفي تأنيب ..
ولكنك الله يراقبك وأنت لا تراه ولو كنت تعيش بالروح منطلقاً من هذه الحواس القاصرة لاستطعت ان تقول ما قاله إيليا :
{ حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه } { 1مل15:18 }.

تحيط بل المخاطر فتلتفت عن يمين وعن يسار. وإذ تري نفسك وحيداً تخاف وترتعب. أن الله واقف عن يمينك لكي لا تتزعزع، ولكنك لا تراه. عيناك قاصرتان لا تبصران كل شئ. أنها عينان ماديتان لا تدركان الروحيات. ليتك يا أخي الحبيب تطلق روحك من سلطان هذه الحاسة الجسدية، روحك التي تفحص كل شئ حتي أعماق الله {1كو10:2}.، ليت روحك تنطلق لتري الله عن يمينك وتهمس في أذنه فرحا { إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي } { مز 23 }.

كان جيحزي المسكين خائفاً جداً وهو يري بعينيه الأعداء يقتربون وليس من منقذ. أما أليشع العائش بالروح فكان مطئناً. كان يري بالروح ما لا تراه العين، ويسمع ما لا تسمعه الأذن. وإذ أشفق علي الغلام طلب من الله أن يقتح عينيه ليري... ونظر جيحزي فإذا الجبل زاخر بجنود الله ومركباته فاطمأن {2مل17:6}.



لا تعتمد علي حواسك فهي ضعيفة لا تدرك ما تدركه الروح. كانت أرملة صرفة صيدا إلي الكوار فتري فيه حفنة واحدة من الدقيق. إلي الكوز فتري فيه قليلاً من الزيت، وتري أن هذا الدقيق وهذا ألويت لا يكفيان الا لصنع كعكة واحدة تأكلها مع أبنها ثم يموتان من الجوع. أما إيليا، رجل الله. فكان يري بالروح غير ما تراه العيون الجسدية: كان يري كوز الزيت لا ينقص مهما أخذت منه الأرملة وكذلك كوار الدقيق... وقد كان. { 1مل 14:17}.


كان أليشع واقفا علي شاطئ الأردن. عينه الجسدية تري الأردن نهرا، وتري السير فيه يؤدي حتما إلى الغرق. أما روح أليشع فكانت منطلقة من هذه العين القاصرة. كان نهر الأردن والشاطئ بالنسبة إليها سواء. كلاهما أرض صالحة للسير أخذ أليشع رداء إيليا الذي سقط عنه عندما استقل المركبة النارية وضرب الماء بهذا الرداء فانفلق الماء وعبر أليشع {2مل14:2}. أن العين العادية تري ثوب إيليا ثوباً، أما أليشع فكان يراه بالروح قوي عجيبة يستخدمها الله.. ولم يكن في نظرة ثوبا كباقي الثياب. ان عينك قاصرة يا صديقي حتي في الماديات. هناك أجسام لا تراها، ومع ذلك فهي موجودة تتحدي بصرك الضعيف، وربما تستطيع أن تري هذه الأجسام الصغيرة باستعمال المجهر.
فإذا لك يكن هناك مجهر، ولم تر عينك المجردة تلك الأشياء الدقيقة، أتستطيع أن تنكر وجودها لأنك لا تراها! فأن كان هذا في الماديات. فماذا تقول عن الروحانيات.


في الأمور الروحية اترك فرصة للروح لكي تقودك، ولا ترغمها علي الخضوع للجسد، أتركها علي سجيتها تنطلق وتسبح في عالم الإلهيات "وطوبي لمن آمن دون أن يري" {يو29:20).
لابد أنك سمعت عن الرؤي يا أخي الحبيب، حينما تسبح الروح في عالم الملائكة والقديسين وتري ما لا يراه الجسدانيون، هنا تري الروح منطلقة من سلطان الجسد، تستخدم أعضاءه في أغراضها الروحية، فتخضع الحواس للروح، وليس الروح للحواس.قال لي شخص انهه سمع بظهور ما رجرجس في أحد الكنائس فرفض ان يصدق، وذهب بنفسه إلي هناك ليتأكد بعينيه من فساد تلك {الخرافات} وفعلا ذهب ولم ير شيئاً .


لست أريد أن أعلق علي هذه القصة بشئ، ولكني أعرض رأياً وهو أن هذا الشخص وأمثاله قد لا يرون الرأي لضعف أيمانهم بها، لأنهم يريدون إخضاع الروحيات لحواس الجسد، بينما يكشف الله للبسطاء عن أسرار ملكوته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق