الميمر السادس ( 6 )
من هم المنهــزمــون :
وعندمـا يمتحنون كالذهب فى الكـــــــور ، ويتبــــــــــين الدنســــون منهم بهذه الاختبـارات ،
وينبذون كالكناسة إذ مكنوا عدوهم منهم ، ويخرجــــون مهزومــين لأجــل تهاون عقولهــم ،
فلـــــذلك لم يؤهلوا لقبول القوة المعينة لهم في الشـــدائد التي يحظى بهــــا القديســـــــــون ،
وتنصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرهم في الضيقات والمحــــن .
لأن القــــــوة المســــــــــــــــاعدة لنــــــــــا لا تقهـــــــــــــــــــــر ،
لأن الــــرب قادر على كل شيء ، وأقــوى من الكــــــــــــــــــــــل ،
ويغلب دوماً بهذا الجسد المائت إذا رافقنــا في القتــــــــــــــــــــال .
أما الــــــذين ينهزمون فمن البين الظــــاهرأن ذلك لانعزالهم عنه ،
بــــــــــــــل لأن الذين يعـــــــرون أنفسهم منه باختيــــــــــــارهم ،
وبســـــبب جحودهم يفقدون القوة الناصرة في القتـــــــــــــــــــال ،
والمعاضـــــــــــدة للغــــــــالبين .
نعـــــــــم ويحسون وقت القتال أنهــــــــــــم خــــــالين حتى من القـــوة العــــــادية ،
التـــــي ألفوها فى أوقات الحروب الصعبة ، لقـد بعدت عنهم وخلوا منها .
أما كيف يحسون بذلك ؟
هذا يكـــون عندما يرون سقطتهم حســـنة فـــــي عيونهــــــــــــــــــــم ،
ويصعب عليهـــم الصمــــــــود أمــــام عنـــاد العـــــــــــــــدو ،
الذي كانوا يقهـــــــــــــرونه قبــــــــــــــلاً عندما كانت الغيرة الصالحـة ،
والحــــــــــــرارة والحــــــــــــدة تحرك طبيعتهـــــــــــــــــــــم ،
أما الآن فــــــــــــــــلا يجدونهــــــــــــــــا فــــــي نفوســــــــــــــــــــهم .
أمـــــــــــا الفاشـــــلون المتراخــــــــــــون من بدايـــــــــة ســـــــــيرتهم ،
فإنهـــــم لا يجبنون فقط من هذه المعارك وما يجــــــرى مجـــــــــــراها ،
بــــــــــل ينزعجون من حفيف الشجر ، ومـن ضيقة بسيطة بسبب الجوع والعـــــــوز ،
ويقهرون بأبســـــــط الأمــــــــــــراض . إنهم ينغلبــــــــــــــــــــــــــــــــون وينكسرون ،
وإلى الـــــــــــــوراء يرجعــــــــون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق