الميمر السادس ( 5 )
اللــه يسمح بالتجــارب
إن هذه كلها يسمح بها للشــــيطان ليجـــرب عقــــــول القديســــين ،
لكــــي بواســــتطهــــا تختـــــبر ، وتزداد فيهم محبة الله ،
ولكـــي يعرف أيضـــاً إن كانـــوا يحبـــــــــــــــــــون الله
ويثبتــون ، فـــــــــــــــــــــــى وده
بسبب بعدهـــــــــــــم وافتقارهم للجســـــــــــــــــديات ،
أم أن محبتهـم له حقيقيـــة صـــــــــادقة ،
حتى ولـــــو كــــــــــانت
هذه الأشياء قريبة منهم ، وموجــودة لديهــــــــــم ، ويرذلوهــا لأجــــــــــله ،
ويجاهدون بابتعـــــادهم ، وانصرافهم عنهـــــــــا ، ويتمسكون بمقتهــــــــــا .
إنهم يحبون الله حقاً باستهانتهم وإعراضهم عن الأشياء ( التي يقدمها لهم الشيطان )
فـــــــلا يقهـــــرون لهــــــــــا ، ولا تتحــول محبتهم له عما هي عليــــه ،
بخـداع ومكـــــر الشـــــياطين ، بل يثبتــون ثبـــــــــــــــات الأبطــــــــال .
إنهــــم يجربون عــــلى هـــــــــــذه الحــــــــــــال ،
والباري يســــــمح بــــــــــــــذلك ،
ليس فقط لكــــي يعرفهــــــم هـــــــــــــــو ،
بــــــل ليختبرهم الشيطان بنفسه
لأنه – خزاه الله –
يؤثر أن يجربهم ويختبر صبرهم وإن كانوا يقبلــــــــــــــــون منه ،
وهو يطلب ذلك كما جرى الأمــــر مع أيوب الصديق فى ثلبه قائلاً :
أباطلاً ( مجاناً ) يعبد أيوب الله
( أي 9:1 ) ،
فإن الله يسمح له بالاقتراب ، فيجــــــرب بمقـــــدار قــــــــــــدرة المجــــــــــــــــــــــربين ،
ويهاجمهم الشــيطان حسب غرضه ، فيختــــــبرون منـــــــه ،
ويتبيــــــــن ثباتهـــم في محبة الله تبارك اسمه وإخلاصهم له .
إن هـــــم استهانوا بهذه الأشياء كلهـا ولا يعتدون بهـا ،
وإنهـــــم أذلوا ذواتهم دائماً ومجــدوا الذي يساند الكل ،
مصدر النصــــــــــــــــرة ،
وأسلموا نفوسهم فى يديــــه قائــــــــــلين له خلال جهادهم :
أنت يارب القوى والجهــــــاد هـــــــــــــــو من أجـــــــــــلك ،
فقاتل عنا ، وانتصر فينا من أجــــــــــــلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق