الاثنين، 17 يوليو 2017

النوع الرابع : المحاربة بحاجات الطبيعة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر السادس ) الجزء الثالث


الميمر السادس ( 4 )

القتالات الموجهة من المحتال إلى السالكين في المنهج الضيق هى :

النوع الرابع : المحاربة بحاجات الطبيعة
يبقى له هذا القتال فحسب ، لأنـه يوافق الطبيعـة ( الإنسانية ) بصفة خاصة ،
                                  لذلك يتوقع الشيطان أن يهــــــــلك به الإنســان .
وما هــو هــــذا الأمــــر ؟ هــــو محاربة الإنسان باحتياجـــــــات طبيعتـــه ،


فيتحــــــــايل بكـــــــل الوســـــــائل ليحــــــــــــاربه بالأشـــــــــــــياء ،
                التـــــــي يظل راغباً فيها وقتاً طويلاً بدافع من طبيعتــه .

وكمــــا أن الظلمـــة تغشـــــى قـــــــــــــــلب المجــــــــاهد ،
               بســـبب قربه من المحسوسات ورؤيته لهـــا ،
             وبسهولة يسقط من جهاده إذا ما دنى منهــــــا ،
             والأسهل جداً إذا ما تيسرت أمـــــــــام عينيــه .

والمحتال الماكــــــر يستعمل هذه الحيلة لأنه علم ( بهذه الحقيقة )
                      عن خـــــــــــــــــــبرة أى بتجربتها مع كـــــــثير مـن المجاهدين الأجلاء الأقوياء ،
                                                 الذين زلوا بهذه الأشياء ، وهو يفعل ذلك بمكـــــــــــــــــــر ،

فـــــــــــــــــــــإذا لــــم يتمكن من إقناع الإنسان بسبب التحفظ  ،
                    الذي اقتنـــاه من حيــــــــــــاة الســـــــــــكون ،
                         وابتعاده عن مســـــــببات ( الســـــقوط ) ،
فإنــــــــــــــــــه ( أى الشيطان ) محــــاولة منــــه لإغرائه يظهر له أشكالاً ،
                     ويصور  صوراً وخيالات كاذبـة  كأنهــــــــــــا حقيقــــــة ،
                     ويحـرك فيـــه خلجــــات  ذات    لـــــــــــــــــــذة حـــــادة ،
                     ويثــــيره بأفكــــــــــــــار دنسـة لينســــــــــــاق إليهــــــا ،
                     ويسقط  تحــت وطأتهــــا فيبتعد عنه معينـــــــــــــــــــــه .

وذلك لأنه يعرف أن انتصار الإنســـــان وانهزامــــــــــــــه ،
                     وأيضـــــاً كـــــــــــنزه ومعينــــــــــــــــه ،
                    وكل ما للناسك قوامه فـــي الفكـــــــــــــر ،
                    وأن تحـــــــــــــــــوله يأتي بإشارة طفيفة .

فبمجرد ميل الفكر فقط ينحط من ذلك العلو إلى الأرض
         ويعرف ذلـــــك مـــــن الاســـــــــــــــــــــتجابة .
        والميــــــــــــل والإرادة وجمـــــــــــــوح النظر .

فقــــــد عرض  للكثير مـــــــن القديسين تخيلات عن جمال النســـــــــــــــــــــــاء ،
        وكثـــــــــــيراً مـــــــــا يسوق للقريـــــبين من العالم بمسافة ميل أو إثنين ،
                                                                  نساء حقيقيـــــــــــــــــــات  .

أمـــــا المبتعدون عن العالم فـــــإذ لا يقدر أن يجرى معهم هذا الفعل ،
                                  فهـــو يريهم فى الخيال جمال النســـاء ،
                                 تـــارة بحسن الثياب وصور الدنـــــــس ،
                                 إنــــه يريهـــــــــــــــــم ذلك ليغلبهـــــــم .

وبهذه الأمـــــــــــــــــور ومثلها قهر كثيــــــــرين منهم بالفعــــــــل ،
                                                            ومنهم بالفكــــــــر .

وطائفــــــــة هزأ بهم لأجــــل تهاون أفكارهـــــــــــــــم  و ضعف رجــــائهم ،
                          حــــتى تمكن منهم اليأس فمالوا إلى العـــــــــــــــــالم ،
                         وخيبوا نفوســـــــــــــــــــــــــــهم من الرجاء السـمائى .

أما الآخرون الأقــوى منهم ممن اســـــتناروا بالنعمــــــــة ،
                وداسوا ملاذ الجسد فلم ينهزموا أمامـــــــــه
                                         أو أمــــــــــام خيــــالاته
                   إذ اختـــــــــــــــــبروا محبــــــــة اللــــــــه .

فإنه مرات كثيرة يظهر لهم ذهباً وأشياء نفيسة ،
                   ويظهر لهم كنــــــــــــوزاً خفية ،

 وربمـــــــــــــا أراهم هذه الأشياء حقيقية ســـــــاعياً أن
يعوق بعضـــــــــــــهم عن مسيرتهم بأحد هذه الفخاخ والشراك .

اللهم ؛ ربنــــــا أنت الخبير بضعفنا ،
         لا تدخلنا فى مثــــل هـــــــــــذه  التجــــــــــــــــــارب ،
                    التي بالكاد يلفت منها الأقوياء والمجربـون ،
                     وينتصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق