الميمر السادس ( 4 )
القتالات الموجهة من المحتال إلى السالكين في المنهج الضيق هى :
النوع الرابع : المحاربة بحاجات الطبيعة
يبقى له هذا القتال فحسب ، لأنـه يوافق الطبيعـة ( الإنسانية ) بصفة خاصة ،
لذلك يتوقع الشيطان أن يهــــــــلك به الإنســان .
وما هــو هــــذا الأمــــر ؟ هــــو محاربة الإنسان باحتياجـــــــات طبيعتـــه ،
فيتحــــــــايل بكـــــــل الوســـــــائل ليحــــــــــــاربه بالأشـــــــــــــياء ،
التـــــــي يظل راغباً فيها وقتاً طويلاً بدافع من طبيعتــه .
وكمــــا أن الظلمـــة تغشـــــى قـــــــــــــــلب المجــــــــاهد ،
بســـبب قربه من المحسوسات ورؤيته لهـــا ،
بســـبب قربه من المحسوسات ورؤيته لهـــا ،
وبسهولة يسقط من جهاده إذا ما دنى منهــــــا ،
والأسهل جداً إذا ما تيسرت أمـــــــــام عينيــه .
والمحتال الماكــــــر يستعمل هذه الحيلة لأنه علم ( بهذه الحقيقة )
عن خـــــــــــــــــــبرة أى بتجربتها مع كـــــــثير مـن المجاهدين الأجلاء الأقوياء ،
الذين زلوا بهذه الأشياء ، وهو يفعل ذلك بمكـــــــــــــــــــر ،
فـــــــــــــــــــــإذا لــــم يتمكن من إقناع الإنسان بسبب التحفظ ،
الذي اقتنـــاه من حيــــــــــــاة الســـــــــــكون ،
وابتعاده عن مســـــــببات ( الســـــقوط ) ،
فإنــــــــــــــــــه ( أى الشيطان ) محــــاولة منــــه لإغرائه يظهر له أشكالاً ،
ويصور صوراً وخيالات كاذبـة كأنهــــــــــــا حقيقــــــة ،
ويحـرك فيـــه خلجــــات ذات لـــــــــــــــــــذة حـــــادة ،
ويثــــيره بأفكــــــــــــــار دنسـة لينســــــــــــاق إليهــــــا ،
ويسقط تحــت وطأتهــــا فيبتعد عنه معينـــــــــــــــــــــه .
وذلك لأنه يعرف أن انتصار الإنســـــان وانهزامــــــــــــــه ،
وأيضـــــاً كـــــــــــنزه ومعينــــــــــــــــه ،
وأيضـــــاً كـــــــــــنزه ومعينــــــــــــــــه ،
وكل ما للناسك قوامه فـــي الفكـــــــــــــر ،
وأن تحـــــــــــــــــوله يأتي بإشارة طفيفة .
فبمجرد ميل الفكر فقط ينحط من ذلك العلو إلى الأرض
ويعرف ذلـــــك مـــــن الاســـــــــــــــــــــتجابة .
والميــــــــــــل والإرادة وجمـــــــــــــوح النظر .
فقــــــد عرض للكثير مـــــــن القديسين تخيلات عن جمال النســـــــــــــــــــــــاء ،
وكثـــــــــــيراً مـــــــــا يسوق للقريـــــبين من العالم بمسافة ميل أو إثنين ،
نساء حقيقيـــــــــــــــــــات .
أمـــــا المبتعدون عن العالم فـــــإذ لا يقدر أن يجرى معهم هذا الفعل ،
فهـــو يريهم فى الخيال جمال النســـاء ،
تـــارة بحسن الثياب وصور الدنـــــــس ،
إنــــه يريهـــــــــــــــــم ذلك ليغلبهـــــــم .
وبهذه الأمـــــــــــــــــور ومثلها قهر كثيــــــــرين منهم بالفعــــــــل ،
ومنهم بالفكــــــــر .
وطائفــــــــة هزأ بهم لأجــــل تهاون أفكارهـــــــــــــــم و ضعف رجــــائهم ،
حــــتى تمكن منهم اليأس فمالوا إلى العـــــــــــــــــالم ،
وخيبوا نفوســـــــــــــــــــــــــــهم من الرجاء السـمائى .
أما الآخرون الأقــوى منهم ممن اســـــتناروا بالنعمــــــــة ،
وداسوا ملاذ الجسد فلم ينهزموا أمامـــــــــه
أو أمــــــــــام خيــــالاته
إذ اختـــــــــــــــــبروا محبــــــــة اللــــــــه .
فإنه مرات كثيرة يظهر لهم ذهباً وأشياء نفيسة ،
ويظهر لهم كنــــــــــــوزاً خفية ،
وربمـــــــــــــا أراهم هذه الأشياء حقيقية ســـــــاعياً أن
يعوق بعضـــــــــــــهم عن مسيرتهم بأحد هذه الفخاخ والشراك .
اللهم ؛ ربنــــــا أنت الخبير بضعفنا ،
لا تدخلنا فى مثــــل هـــــــــــذه التجــــــــــــــــــارب ،
التي بالكاد يلفت منها الأقوياء والمجربـون ،
وينتصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق