الميمر السادس ( 3 )
القتالات الموجهة من المحتال إلى السالكين في المنهج الضيق هى :
النوع الثالث : قتال الأبطال
إذا ما أقام الشيطان هذه الحروب التي سبق ذكرها على إنسJان ما ،
ولم يهزم بســـبب الذي قـــــــــــــــــــــــــــــــــــواه وأعــــــــــانه ،
وبه انتصر بما ناله ( من الله ) من قوة وصبر ،
حتى إن ذا الجســم الكثيف الهيـــــولى ( أى الإنســــــــــان ) ،
غلب ذا الجوهر الروحــــــــــــــــي ( أى الشــــــــيطان ) ،
فإنه متى نظر هذه القوة التي حظى بها الإنسان من الله ،
حتى أن حواسه الخارجية لا تقهرها المنظـــــــــــورات والمسموعات ،
ولا أفكاره تتراخى من الخداع والإغــــــراء ،
حينئذ :
يلتمس الغاش ( أى الشيطان ) طريقة يتوصل بها إلى إبعاد الملاك المعين للإنســــان ،
ليوجـــــــــد أعـــــزل مــــــــن كل معـــــــــــــــــــــونة بـأن يحرك فيه أفكار الكبرياء ،
ليظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن أن هذه القــوة صادرة منـــــه ،
وأنــه هــــــــــــو الــــذي اقتنى تلك الشجاعة بذاته ،
وأنــه بقوتـــــــــه يحرس نفسه من المقاتل المضاد .
وتــــــــــــارة يجعل الإنسان يظــن أن انتصاره كان بالصـــــــــــــــــــــدفة .
وتـــــــــــارة يعتقد أن ذلــك ( أي انتصاره ) لضعف العـدو .
أما أفكــــار التجـــديف التي لمجرد ذكرها تسقط النفس في الخـــــــــوف ،
فأنا أصــــــــــــــــــــــــــــــــمت عن ذكرهــــــــــا .
وأحياناً يأتى بضلاله إلــــــى القــــــــــــلب فيظهـــر له في نومـــــــــــــه
في شكل إعلانات
كأنها مــــــــن الله .
أما في يقظته فيظهر له بصــــورة مــلاك نــــور ،
ويبذل جهـــــــــــــداً في إقنــــاع الإنســــــــــان ،
ليوافقــــــــه على رأيـــــه ليستسلم ليده .
فإذا احـــــــــــترس المرء العاقـــــــــــــــــــــــــل ،
وحــــــــــــرص عــلى ضبـــط أفكــــــــــــاره ،
وتوافـــــــــــــــر عـــلى ذكـــــــــــــــــــــر الله ،
ونظــــــــــــــــــر إلـــــى السماء بعـــين قلبـــه ،
حتى لا يلتفـــــــت إلـــــى هذه الوســــــــــاوس ،
فإن المحتال يسلك طرقاً أخرى من طرق تحايله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق