الاثنين، 17 يوليو 2017

النوع الثانى : قتالات الأقوياء ـ ميامر مار اسحق ( الميمر السادس ) الجزء الثالث



الميمر السادس ( 2 )


القتالات الموجهة من المحتال إلى السالكين في المنهج الضيق هى :


النوع الثانى : قتالات الأقوياء
أما القـــــــوم الذين يرى الشـيطان  أنهـــــــم  أبطال أقوياء ،

                                           لا يبالون  بالمــــــــوت ،
               وخرجوا للحــــــــرب  بغـــــيرة  حــــــــــــارة ،
               وأسلموا أنفســـــــهم  لكــــــــل  التجـــــــارب ،
                 مســــــــــــــتهينين  بحيـــــاة  الجســـــــــــد ،
                                          وبكـــــــل  محنــــــــــــة ،
فإنــــه – غالبــــــاً – لا يهاجمهم  فـــــــــي  الحــــــــــــال ،
                           ولا يظهـــر لهـــــــــم  ذاتـــــــــــــــه ،


بــــــل يمسك نفســــــه عنهـــم ، ويــــــــترك لهــم فرصــــة ،
ولا يهجــــــم عليهـــــــــــــــــــم  فــــــــــــي بداية  نهوضهم ،
ولا يواجههم بالقتــــــــــــــــال ،
لأنه يعلـــــــم أن بداية كل قتــــال تكون بحمية واجتهاد ،
وهو متصور أن حربهــــــــــــــم لـــــه بغـــيرة شــديدة ،
               لأن المقاتلين بحمية لا ينغلبـــــون بسهولة ،
وهو لا يفعل ذلك لجبنه منهــــــم ،
               بـــل إنمـــــــا يتخوف من القـــوة الإلهيـــة ،
                     المحيطة بالمؤمنين نتيجـــــة أعمالهم .


وطالما يشــــــــــــــــــاهدهم على هذه الحــــــــــال ،
وبهذه الحمية فهو لا يجسر على الدنو منهــــــــــم ،
إلا إذا رأى  عزيمتهـــــــــم  قد بردت حرارتهــــــا ،
وألقوا السلاح الذى أعدوه فى قلوبهــــــــــــــــــم ،
وكانوا  قد سلحــــــــــــــوا به أفكــــــــــــــــارهم  ،
         بقوة الأقوال الإلهية والتعاليم التي تعينهم ،
ويرصد وقت تكاســـــــلهم
ومتى يتراجعون قليـــــــلا ًعن أفكــــــارهم الأولى .


والوقت الذى فيه يتيحون له سبل الفتك بهم من تملق وخداع
                                    ينبــــــــــــــع من العقـــــــــــل ،
ويحفرون لنفوســـــــهم هوة للهلاك بطياشة الأفكار المتولدة
                              فى القـــــــــــــلب من جـــــــــــراء
                                   التـــــــــــوانى والكســـــــــــل ،


والذى منهما تتمـــلك البرودة فيهم ، أعنى فـــي قلوبهــــــم .


إن الشيطان لم يتباطـــــــأ من تلقاء نفسه عـــن محاربتهــــــــــم ( فى البداية )
              ولا كــــــــان ذلك منــــــــــــه عــلى سبيل الإشفــــاق عليهــــــــم ،
              ولا استحياء منهــــــــــــــــــم لأنــه يعتبرهـــــــــــم لا شـــــــــــيء ،
              بل لأنه يرى القوة التي تحيط بالذي تزكوا عند الله بحرارة الغيرة .


والذيــــــن بــرزوا وتهيــــــــأوا ( للجهـاد ) من غــير تفكير مثل الأطفال ،
متطلعين أن يدافـع الله خـــــــير دفــــــــاع ، واثقــين بالإيمـــــان بـــــــه ،
                                                      وبلطـــف معـــــــــــــــــونته ،
          وإذ هـــم يجهلــــــــــــــــــون مــع من يكـون حربـــــــــــــــــهم ،
لـــذلك فإن الله يصرف عنهم دهاء الخبيـث فلا يمكنه من القرب إليهـــم ،
         فلهـذه العــــلة يتلجــــــــم العـــــدو،لأنه يرى الحــــافظ لهـــــــم ،
وهـــم إذا لم يتخلوا عن الأمور التي تجلب لهـــــــم المعــــــــــــــــــونة ،
            أى التضرع والتعب  والاتضاع ، فــــــــإن معينهم وناصـرهم
                                                     لا يبتعــد عنهـــم أبـــــــــداً.


تأمل واكتب هذه الأمور على صفحة قلبك وهى :
إن محبة اللذة والشغف بالراحــــــة هى سبب التخلى ( الإلهـــــــــي ) .
فـــــــــــــــإن تعفف الإنسان بصبر عن هذه الأشياء ، ولازم التمسك ،
فلـــــــــــــــن يفتقـــــــــــــــــــــــر من معونــــــــــة الله البتــــــــــــة ،
             ولا يســــــــمح للعــــدو أن يهاجمـــــــــــــــــــــــــــــــــــه ،
             وإن ســــــــــــــــــــــمح له مـــــــــــــــــــرة واحــــــــــدة ،
                   فـــــــــــــــــــــذلك على ســـــــــــــــبيل التـــــــــأديب .


إلا أن القوة المقدسة تتبعــــــــــه ، وتحفظـــــــــــــــــه ســــــــــــالماً
         فــــــــــــــلا يخـــــــــــاف من تجـــــــــــــــارب الشـــــــياطين
    لأن عقـــــــــله واثق بقوة الله لذا فإنه يستهين بهم ( أى الشياطين ).


مســاندة القــوة الإلهــية :
  إن القوة الإلهية تعلــــــم النــــــــاس مثلما يدرب المعلم الصبى الصغير عــلى السباحة فــــــــــوق يديــه ،                                                  
وإن ضعفت إرادته وأشرف على الغرق فإنــه يهـــــتف به مشـــــــــــجعاً ، وقائلاً لا تخف فها أنذا أحمـــلك                                                


والأم عندما تعلم ولدها الصغير المشى فإنها تبتعــــد عنــــــــــــــــــــه ،
       وتناديــــه ليـــــــــأتى إليهــــــا ،
        فـــــــإذا تحرك نحوها يبتدئ يهتز ويشارف على الوقوع لضعف رجليه ،
                  فتبــــــادر إليه عـــــــــدوا وتحمـــله في حضنـــــــــــــــــــــــها ،


هكذا نعمة الله تحمل وتعلم البسطاء الأطهار الذيــــــــن  
               وضعـــــوا مقاليــــــد حياتهـــم  فـــي يدي باريهم ،
               ونبــــــــــــــذوا العـــــــــــــــالم مـــن كل قلوبهم ،
                                                       وساروا وراءه .


لا تتــكاســـل :
وأنت أيها المرء الخـــــــــارج وراء المســـــيح له المجــــــــــــــد :
      اذكر دوماً غيرتك للجهاد التي كـــــانت لك فى بداية الطريق ،
      عندمــــــا خرجـــــــــــت من دارك ،        ومســــكنك الأول ،
                  وأتيـــــــــــــت من تلقاء نفسك إلى صفوف القتال .


امتحن نفسك كل يــــــــــــــــــوم
       لئــــــلا تبرد  حرارتهــــــا   بالتخــــــــــــــــــــــــــلى
      عــــــن بعض الأســـــــلحة  التي كنت متســـــلحاً بها ،                                                                
      وعــــن حرارة الغــــــــــيرة التي كانت مضطرمة فيك ،
                                          في بداية جهــــــــــــادك .


      ارفــــع صوتك دائماً ، وأنت فى وســـط المعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــركة ،
              وشجع أولاد اليمــين أي الأفكـــار الحســـــــنة ، وقوى سواعدهم ،
               فيتأكد الآخـــــــرون أي المضاد ( الشيطان ) أنك متيقـــــــــــــــظ .


وإذا نظرت فى البداية أن الحرب قد شـــــنت لتخيفـــــــــــك فـــلا تتراخى فلعلها أنفـــــــــــــــــع لــــك ،
           لأن مخلصك جل اسمه ما يسمح لأحد بالدنو منك دون أن يكون  بتدبير يعود بالصلاح عليك .


لكـــــــــن لا تظهر تكاســــــــلاً مــن البدايـــــــــــــــــــــــــــــة ،
           لأنــــــه إذا تراخـيت فلــن تقـــــــدر فيمـــــا بعـــــــد ،
           عـــــلى الثبـــــــــات أمام ما يرد عليك من الأحـــزان ،


أى لا تنثنى عن فكرك كمجاهد بسبب جــــــــــوع أو ضـــــعف .
                                       أو خيالات مرهبة أو غـــير ذلك ،


( والله عندئذ ) يعطيــــــــــك ، ويجــــــــــــــود عليك بالمــؤازرة ،
                                     فلا يجدك عدوك كمــا كان يتوقــع .


تضرع إلى الله  دائمـــــــــــاً وابك تجاه نعمتـــــه ونـــــــــــــــــــــــــح ،
                                 وكابد المشــــاق إلى أن ينفذ إليك المعونة .


فإن رأيت مخلصك قريبــــاُ منك من أول وهــــــــــــــــلة .
                      فلـــن تنهزم من العدو الذى يحــاربك .


                     هذان نوعان من قتال الشيطان ضدنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق