الميمر الرابع ( 4 )
حقيقــة العــالم :
+ ســــؤال : من هو المستنير العقل ؟
+ جــواب : هو الــــــــذي بتأمــــــله وجــد المـرارة المدفــــــونة في حلاوة العـــــــالم ،
فمنع فمـــــــه من شرب كأسها ، وهـو دائماً يبحـــث عن خلاص نفســـــه ،
ويغلق حواسه لئلا يدخل إليه شوق هذه الدنيا فتسرق كنـــــــوزه المخيفة ،
ولا يكف عن هذا السعى إلى أن ينحل من هذا العالم .
+ ســــؤال : ما هــــــو العــــالم ؟ وكيـــف نعرفـــــه ؟ وما الذي يؤذي محبيـــــــه ؟
+ جـــواب : العالم هو زانية تجتذب بشهوة جمـــــالها الناظرين إليها لعشــــــقها ،
والــــــذي يقتنصه بحبـــــه ، ويتعـــــلق به تعلقــــاً بســــــــــــــــــيطاً ،
لا يقـــــدر على الإفــــــلات من يديـــه حتى يسـلبه حيــــــــــــــــــــاته ،
وإذا مــــا عراه من كل شــــيء وأخرجــه من بيته يوم موتـــــــــــــه ،
حينئــــــــذ يـــــدرك أنه خــــــداع ، وأنــــه كـــــان في ضــــــــــــــلال .
ومتــــــــى اجتهــــد المـــرء للخروج مــن ظلمــــة هذا العــــــــــــــــــالم
لكنــــــــــه مادام مدفوناً في قبور شهواته لا يقـــدر أن يفطن إلى شباكه .
وعــــــلى هذا النحــــو لا يمســك العـــــــالم مريديـــــــــه ،
و أولاده المرتبطين به فحســــب بل الذين لا يقتنون شيئاً ،
والنســــاك الذين هموا وقطـــــعوا أربطتـــه دفعــــة واحدة ،
وتغلبـــــوا عليـه إنـــه يســــــرع لصيدهم بطـــرق مختلفة ،
ويدوسهم برجليـــــــــــــــــــــــــــــه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق