الميمر الثالث ( 12 )
الخروج من الظلام :
"عينا الرب على المتواضعين ، وأذناه لطلبتهم "
( مز 16:22 )
فصلاة المواضع من الفم إلى الأذنين .
مع أعمال الاتضاع الحسنة اهتف وقت صلاتك قائلاً :
" ربى وإلهى أنر ظلامى ".
إذا دنت نفسك لتخرج من الظلام ،
وهذا ( يحدث) عندمــا تكــــــون في ســــــــــــــكون مع عمل الاتضاع الحســـــــن ،
فعلامة ذلـــــــك هي أن يلتهب قلبك ، ويتأجج مثل النار ليلاً ونهاراً ،
حــتى أنك تعتقد أن العالم كله كناسة ورمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد .
ولا تحتاج إلى غذاء ولا يلذ لك مــــن حلاوة الأفكار الجديدة المتحركة دائمـــــاً في نفسك ،
ويعطــــــى لك بغتة ينبـــــوع دموع يفيض فيض النهر من عينيك بغير معاناة أو تغصب ،
وممتزجة بكل أعمـــــــــــالك
أي بقـــــــــــراءاتك ، وصلاتك ، ومع خدمتك ،
وهذيــــــــــــــــــذك ، وأكـــــلك، وشـــــــــربك ،
وبالجملة تكون الدموع ممتزجة بكل أعمـــالك .
فإن رأيت مثل هذه الأشياء في نفســــــــــــــــــــــــــــــك ،
فثق وتشجع واعلم أنــــــك قد جـــزت البحر ( الظـــلمة ) ،
وزد بعد ذلك في أعمـــــالك
واحترس أشــــــد الاحــــــراس لتتكـــاثر النعمة يوماً فيوماً ،
وإلي أن تصــــــادف هذا فـأنت لــــــــــم تكمل بعد طريقـــك ،
ولســت بمتمم المنهج الموصل إلـــــــــى جبـــــــــل اللــــــه .
وإذا كفت الدموع بعد أن آتتك ، وبعــــــد تحصيــــلك نعمتهــــــــــــــــا ،
وبردت حرارتهـــــــا من غير أن تنــــال الارتفــــاع إلى درجة تعلوها .
فالويل لك لما أضعت ، لأنك إما أن تكون قد تشامخت وتعظمـــــت ،
أو أن تكون فشـــــــــلت وتهاونـــــت ،
أما ما يــــــلى الدمــــــــــــع بعــد الحصول عليها ،
وما يصـــــادف الإنســان من بعــد اجتيـــــــــازها ،
وماذا يحدث بعده أيضــــــــــــاً فهذا ســنتكلم عنــه فــي موضع آخـــــــــــر ،
فـــى الفصول التي تتحــــــدث عــن النظـــــــــــــــر فــي العناية ( الإلهية ) ،
والتدابــــير وســــــــــابق العلم ، مستنيرين بما فـي الكــــــــــــــــــــتب ،
والآباء الذين أؤتمنـــــوا عـلى مثـــــــــــــــــــل هذه الأســــــــــــــــــرار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق