الميمر الثالث ( 11 )
التوبة ثم ممارسة الفضائل :
إذا انفـــــك العقـــــــــل من شباك الشهوات بالتوبة ،
فإنه يكون كطائر صغير لا جنـــــــــــــــــاح لــــــه ،
وهـــــــو يجتهــــد في وقت الصــــــــــلاة أن يعلـــــو عن الأرضـيات ،
فلا يقـــدر ،
بل هـــو بعد يأكل من على وجه الأرض ، ولا يتمكــن من الطــــيران ،
لــــــذلك عليـــــه أن يجمع أفكاره بالقراءة والأعمــال و الخـــــوف ،
والاهتمام بأنواع الفضيلة
لأنه بدون هذا لـــن يعــــرف شــــــــــيئاً .
وهى تصـــونه مــن الدنــــــــــــــــــــــــس وتنــــــقى الضمــــــير زماناً يســـيراً .
لكن بعــد ذلك تأتي الأفكــــــــــــــــــــــــــار وتزعــــج القلــــــــــــــــب وتدنســه ،
لأنه لم يحس بعــد بالحــــــرية الهـــــــادئة غــــــــير المشوبة فالأفكار العالمية ،
والتي تجعــــــــل العقــــــــــل في هدوء وسكـــون زمــاناً طــــويلاً .
( الأفكــــار العالميـــة تزعـــج القــــلب )
لأنــــــــــه اقتنى أجنحــــــــــة جسدية ،
بممارسة الفضائل الجسمانية الظاهرة .
وأما ثاؤريــــــــــــــا الفضــــــائل فما شاهدها بعــــد ،
ولا أهل للإحســــاس بها الــــتي هي أجنحة العقــــل ،
وبها يدنو من السمائيات ويبتعد عن الأرضـــــــيات .
كلمــــا يتعبــــد الإنســان للــــــــه ويخـــــــــــــدمه بالأمور المحسوسة ( أي عبادة شكلية )
فــــــإن تأثيرها ينطبـــع فى فكره فيتصور الإلهيات عـــــلى نمــــــــط الأشكال الجســــــدية ،
أما إذا نـــــــال إحساساً بالمدركـــــــات العقليـــــــة الـتــــي وراء الأشـــــــــــــــــــــــــــياء ،
حينئذ بمقـــدار إحساسه يرتفـــــــــــــع العقــــــــل عـــــــن أشكال الأشــــــــــياء ( المادية ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق