الميمر الثالث ( 9 )
طــــرد الشـــــهوات :
الأفضــــــــــــــــل أن تستبعد الشهوات بذكر الفضائل دون أن تقاومها ،
فهـــذا أخيراً من أن تحاججهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا وتغلبها بالقتــال .
لأن الشــــــهوات إذا بـــرزت من مكمنهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
وتحركت للقتال حينئذ ترسـم في العقل الأشكال والصور ( الردية )
وهي بمثـــــل هـــذا الترتيب في الحرب تستولى كثيراً على العقل ،
وتقــوى على الفكـــــــــــــــر وتقـــــــــــــــــــلق خــــــــــــواطره ،
وتزعج هواجســـــــــــــــــــه .
ولكن حسب الوســـيلة الأولى التي ذكـــــــــــــــــرناها ،
فإنــه من بعد طردها لا يتخلف فـي العقل أثر للشهوات .
التعـــــلم من الـــروح :
التعب الجسدى والهذيـــــــــذ في الكتب الإلهية يحفظــــان الطهـــــــــــــــــــــــــــــارة ،
والرجاء والخوف يثبتـــــان ضرورة التعــــــــــــــــــب .
والبعد عن الناس
والصلاة الدائمــة يقــــرران في العقل الخوف والرجــاء .
إلى أن يقبل الإنسان المعزى أي الباراقليــــط فهـــــــــــو مفتقــــــــــــــــــــــــــــــــر
إلــــــــــــى ( قراءة ) الكــتب الإلهيـــة ،
ليرتســـــــم في قلبـــــه ذكــــــــر الصـــــــــــــــلاح .
ومن مداومة القراءة تتجدد فيه الحــــــــــركة نحـــــــــو الفضيــــــــــــــــــــــــــــــــــلة ،
وتحــــــــرص نفســــــــــه من الشــــــــــعور بحــــــلاوة الخطيــــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
لأنه لم يقتن بعد قوة الضبط ( التي من فعل ) الـــــــروح الطـــــــــــــاردة للضــــــــلالة ،
التي تسلب من الإنسان التذكارات النافعـــة ، وتدفعه إلى الفتور الناتج من تشتت العقل .
لأن قوة الروح
إذا شملت وحلت في القوى العقلية للنفـــس النشــطة في الفضيــــــــــــــــلة ،
حينئــــذ ترســــم في القلب وصــايا الــــروح بــــــدلاً من ناموس الكتــــــــب ،
فيتعلــــــــــــم القـــــــــــــــــــلب من الروح خفيــــــــــة ،
ولا يحتـــــــــــاج إلى معونــــــــــــة من المادة المحسوسة ،
بواسطة الحواس ( أي القراءة )
لأن القــــــــــلب قلما يتعـــــــــــــلم من الهيولي ( المـــادة ) ،
لأن هذا التعليـــــم معرض للضــلال والنســــــــــــــــــــــــيان .
أما مــــــــــتى كــــــان التعليـــــــم من الأشياء الفاســـــــدة
( أي الــــــــــــــــــــروح )
فإن ذكــــــــره يثبــــــت قائمـــــــــاً بغير فســـــــــــــــــــــاد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق