الاثنين، 17 يوليو 2017

طـرد الشهوات ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثالث) الجزء الثالث

الميمر  الثالث ( 9 )


طــــرد الشـــــهوات :
الأفضــــــــــــــــل أن تستبعد الشهوات بذكر الفضائل دون أن تقاومها ،
فهـــذا أخيراً من أن تحاججهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا وتغلبها بالقتــال .


لأن الشــــــهوات إذا بـــرزت من مكمنهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
وتحركت للقتال حينئذ ترسـم  في العقل الأشكال والصور ( الردية )
وهي بمثـــــل هـــذا الترتيب في الحرب تستولى كثيراً على العقل ،
وتقــوى على الفكـــــــــــــــر وتقـــــــــــــــــــلق خــــــــــــواطره ،
وتزعج هواجســـــــــــــــــــه .


ولكن حسب الوســـيلة الأولى التي ذكـــــــــــــــــرناها ،
فإنــه من بعد طردها لا يتخلف فـي العقل أثر للشهوات .


التعـــــلم من الـــروح :
التعب الجسدى والهذيـــــــــذ في الكتب الإلهية يحفظــــان الطهـــــــــــــــــــــــــــــارة ،
                                    والرجاء والخوف يثبتـــــان ضرورة التعــــــــــــــــــب .
                                   والبعد عن الناس
                                   والصلاة الدائمــة يقــــرران في العقل الخوف والرجــاء .


إلى أن يقبل الإنسان المعزى أي الباراقليــــط فهـــــــــــو مفتقــــــــــــــــــــــــــــــــر
                                                       إلــــــــــــى ( قراءة ) الكــتب الإلهيـــة ،
                                        ليرتســـــــم في قلبـــــه ذكــــــــر الصـــــــــــــــلاح .


ومن مداومة القراءة تتجدد فيه الحــــــــــركة نحـــــــــو الفضيــــــــــــــــــــــــــــــــــلة ،
وتحــــــــرص نفســــــــــه من الشــــــــــعور بحــــــلاوة الخطيــــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
لأنه لم يقتن بعد قوة الضبط ( التي من فعل ) الـــــــروح الطـــــــــــــاردة للضــــــــلالة ،
التي تسلب من الإنسان التذكارات النافعـــة ، وتدفعه إلى الفتور الناتج من تشتت العقل .


لأن قوة الروح
إذا شملت وحلت في القوى العقلية للنفـــس النشــطة في الفضيــــــــــــــــلة ،
حينئــــذ ترســــم في القلب وصــايا الــــروح بــــــدلاً من ناموس الكتــــــــب ،
                         فيتعلــــــــــــم القـــــــــــــــــــلب من الروح خفيــــــــــة ،
                    ولا يحتـــــــــــاج إلى معونــــــــــــة من المادة المحسوسة ،
                         بواسطة الحواس ( أي القراءة )


                    لأن القــــــــــلب قلما يتعـــــــــــــلم من الهيولي ( المـــادة ) ،
                    لأن هذا التعليـــــم معرض للضــلال والنســــــــــــــــــــــــيان .


                                               أما مــــــــــتى كــــــان التعليـــــــم من الأشياء الفاســـــــدة
                                                              ( أي الــــــــــــــــــــروح )
                   فإن ذكــــــــره يثبــــــت قائمـــــــــاً بغير فســـــــــــــــــــــاد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق