الميمر الثالث ( 8 )
المجد الباطل والعفة :
الغذاء الكامل هو للأقوياء الذين تروضت نفوسهم ،
أعنى أنهم يواجهون جميع ما يصــادف الحــــــــــــواس ، ولا تمرض قلوبهــم ،
ولا تتأذى مـــــــــن كــــــل ما يصادفهم بسبب نضوجهم ، وتروضهم التــــــام .
والمحتال ( الشيطان ) إذا أراد تدنيس عقـــــل مثـــــل هــــــذه الطغمة بفكر الزنــا .
فإنـــــه يمتحن ويختبر عقولهم ( أولاً ) بمحبة المجد الباطل .
وهــذا الفكـــــر فى بدايته لا يظـن أنه تجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــربة ،
وهكذا اعتـــاد أن يعمــــل مـــــــــــع المتحفظــين بعقـــــــــــــــــــــولهم ،
الذين لا يمكنــــــــــــــــه أن يلــقى فيهـــــــم فكراً سمجاً دنساً صريحاً ،
فإذا أخرجه من تحفظه وأخــــــــذ يتجــاوب مــع هذا الفكــر المتقـدم ،
( أي المجــــــــد البـــــــــــــــــــــــاطل ) .
فإنــــه يكون قد أبعده من هناك ( أي من طـــــــــــــــريق الفضيـــــــــلة )
وحينئذ يلقــاه بمـــــادة الزنـــــــــــــــــا ،
فيقلب العقل إلى أمور الفسق ، ويــدور الفكر بخيالات الأشياء النجسة .
ولكنـــــــه بســــــــــــــــبب عفتــه الأولى
ينزعــــج باصطـــــــــدامه بهـــذه الأفكار المباغتـــــــــة ،
التي كان العقـــــــل غريباً منهـــا وبعيـداً عنهــــــــــــــا ،
وهو وإن لم يتدنس تماماً إلا أنه أحدره من رتبته الأولى ،
وإن تراجع وعاد لبلـوغ هــــذه الرتبــــــة مرة ثانيــــة ،
وحطم سريعاً محبة المجد الباطل التي هى سبب التوانى أى أفكار الزنا ،
فحينئذ بمعونة الله يتمكــــن بســـهولة من الســـــيطرة على الشهوات .
أما إذا أهمل حتى تصدمه هــــــذه الأمـــــــور مـــــرات كــــــــــثيرة ،
فهــذه هى العادة التي تعمي إفراز نفســه ،
بسبب اســـــــــــتمرار هبوطــــــــــــــــه .
إنه بقدر الألــــــــــــــــــــــم الأول ( أى المجد الباطل )
بقدر ما يكون انخــــداعه وســـــقوطه في الثـانى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق