الميمر الثالث ( 7 )
أعمى لا يقود أعمى :
حســـــــــــــــــــــــــناً أن يعمل الإنسان الخـــير للنــاس ،
ويجذبهم من الضلال إلى معرفة الحق بمداومة الرعاية ،
لأن هذه الطريقـــــة هي طريق المســــــــــيح ورسله ،
وهي سامية جـــــــــــــــــــــــــــــداً .
ولكن إذا شـــــــعر المــــرء في نفســــــه ،
أن ضميره ضعف من هذا الطريق ،
بســــــبب الاختـــــــلاط بالنـاس ، ومــــــــــــن مشاهدة العالميــات ،
وإن هـدوءه قـد اضـــطرب ، ومعرفتـــــه قد اظــــــــــــــــلمت ،
وقلبـــــه يحتــــاج إلى تحفــــــظ ، وحواســـه إلى التقـــــــــــــــويم ،
وإنـــــــه بســـــبب شفائه للنــــاس وعلاجهــم قد مرض هو نفسه ،
وصارت صحته فى اضمحلال بينما هو يريد شفاء الآخرين ( روحياً )
وأنــــــه قد خرج من حرية إرادته إلى اضطـــــراب عقــــــــــــــــله ،
فليتذكر قــــــول الرسول واعظاً :
إن الغـــــــــــــذاء القـــــــــــــوي محــــــدد للكـــــاملين (عب 5 : 14 )
وهنا يتراجــــــــــع إلى الــــــــوراء لئــــــــلا يسمع ما قيـل في المثل :
أنــت أيها الطبيب المملوء جراح ، اشـــــــف نفســـــــــــك ( لو 23:4 )
وليدن نفسه ويحفظ حاله حســـــناً وصحتـــه الذاتيــــــــــة فحســـــب ،
وتنوب سيرته الصــــــــــــــــــالحة عن أقواله المســــــــــــــــــــموعة .
وليعلم عمـــــــــــــــــــــــــــــــــــله بــــــــدل كلامـــــــــــــــــــــــــــــه .
وإذا شــــعر بصحـــــة نفسه حينئـذ ينتفع منه آخرون ويعالجهم ،
وبعافيتــــه يشـــــفون أيضاً ولــــو كان بعيــــــــــداً عنهــــــــــم ،
لأنهـــــــــم يـــــــــــــغيرون مــــن أعمــــــــــــــاله الفاضــــــلة ،
وينتفعـون أكـــــــــــــــــــثر مــــن وعظــــــــــــــه بالكــــــــلام ،
ومـــن حديثـــــه لهـــــم بنفســــــه ،
وهــــو مريــــــــــــــــــــــــــــــض ،
إذ يكــون مفتقــــــراً إلـــى الطبيب أكثر منهم لأن المثل يقـــــــــول :
إن أرشد ضرير ضــــريراً فكلاهما يسقطان في هوة ( مت15 : 14 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق