الاثنين، 17 يوليو 2017

الدموع ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الحادي عشر ) الجزء الثالث

الميمر الحادي عشر ( 4 )
الدموع

كل من يعمل مع الله فى الســــــــــكون ،  يعطى عـــــــزاء الدمــــــــــوع  ،      
أمــــا الذى يكون فى السكون جزئيـــاً ،   ينـال هذا العزاء من وقت لآخر .  



تـــارة وهو يتأمل بعقـــــــــــــله ،
وتارة وهو يطالع الكتب الإلهيـة ،
وتارة فــي الصلاة والتضــــرع .


أمــا منزلة الدمــوع التي أعنيهـــــــــا هنا فهي أن يقيم فى البكاء ليلاً ونهاراً بلا  انقطــاع ،
ولا يصل الإنسان إلى  هذه الدرجة ويألفها إلا بالجهـــــاد الحقيــــــــقي فى الســــــــــــكون ،
                                                         فتصير عيناه ينبوع ماء لمدة سنتين أو أكثر .
وهذه تكون فترة عبور أى العبور السرى  ثم يدخــــل إلى سلام وأمـــــــــان الأفكـــــــــــار ،
ومنه إلى تلك الراحة الإلهية التي قال عنها بولس الرسول :
                                                     بمقـــدار ما تتحمل الطبيعة البشرية .( عب 11:4 ) .                                                                
ومن موطن الأمــــــــــان والراحـــــة هذا ، يبــــــدأ العقل  فى نظـــــر الأسرار ،
إذا يكشف الروح القدس أمامه الأمـــــور السمائية ،
ويســـــكن اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه فيــــــــه ،
                                                   وفيـــــــه تنهــض ثمــار الـــروح ،

ومــــن هنا يحس إحساساً خفياً بالتغيير الشامل
المزمع أن تقـــــــــبله الطبيعــــــــــــــة كلـــــها .

هذه الأشياء  دونتها وكتبتها تذكـــيراً لى ، ولكـــــل مـــــن يتأمــــل فى هذا الكتاب ،
               قــــــــــدر ما أدركــــــــــــــت وحصلت مـــــن معــــــــــانى الكـــــتب ،
                                                               ومــــن أفــــــواه الصـــــادقين ،
                                                               ومــــن التجـــــارب  اليســيرة ،
             ولتكــــــون لى معــــــــــونة بواســـطة صلوات المنتفـــــــعين منهـــــا ،
                                                              لأنــــي ما تعبت فيها تعباً قليلاً .

واسمع أيضاً يا أخي شــيئاً آخـــر أقـــوله لك ، وهــــــو ما تعلمته من فم لا يكــذب ،
هذا فحواه : إذا مــــا دخلت بلدة سلام الأفكــار  ، فحينئذ تنــــــتزع منك الدمـــــوع ،
لكنهـــــــــا تـــــــأتى بعد ذلك بمقدار محدود .

هــــــــــــذه – باختصــار – هــي الحقيقة لا محــــــــــــــــــــــالة ،
الموثوق بها من كل البيعة ، ومن الحكماء والرؤساء المجاهدين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق