الميمر الحادي عشر ( 4 )
الدموع
كل من يعمل مع الله فى الســــــــــكون ، يعطى عـــــــزاء الدمــــــــــوع ،
أمــــا الذى يكون فى السكون جزئيـــاً ، ينـال هذا العزاء من وقت لآخر .
تـــارة وهو يتأمل بعقـــــــــــــله ،
وتارة وهو يطالع الكتب الإلهيـة ،
وتارة فــي الصلاة والتضــــرع .
أمــا منزلة الدمــوع التي أعنيهـــــــــا هنا فهي أن يقيم فى البكاء ليلاً ونهاراً بلا انقطــاع ،
ولا يصل الإنسان إلى هذه الدرجة ويألفها إلا بالجهـــــاد الحقيــــــــقي فى الســــــــــــكون ،
فتصير عيناه ينبوع ماء لمدة سنتين أو أكثر .
وهذه تكون فترة عبور أى العبور السرى ثم يدخــــل إلى سلام وأمـــــــــان الأفكـــــــــــار ،
ومنه إلى تلك الراحة الإلهية التي قال عنها بولس الرسول :
بمقـــدار ما تتحمل الطبيعة البشرية .( عب 11:4 ) .
ومن موطن الأمــــــــــان والراحـــــة هذا ، يبــــــدأ العقل فى نظـــــر الأسرار ،
إذا يكشف الروح القدس أمامه الأمـــــور السمائية ،
ويســـــكن اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه فيــــــــه ،
وفيـــــــه تنهــض ثمــار الـــروح ،
ومــــن هنا يحس إحساساً خفياً بالتغيير الشامل
المزمع أن تقـــــــــبله الطبيعــــــــــــــة كلـــــها .
هذه الأشياء دونتها وكتبتها تذكـــيراً لى ، ولكـــــل مـــــن يتأمــــل فى هذا الكتاب ،
قــــــــــدر ما أدركــــــــــــــت وحصلت مـــــن معــــــــــانى الكـــــتب ،
ومــــن أفــــــواه الصـــــادقين ،
ومــــن التجـــــارب اليســيرة ،
ولتكــــــون لى معــــــــــونة بواســـطة صلوات المنتفـــــــعين منهـــــا ،
لأنــــي ما تعبت فيها تعباً قليلاً .
واسمع أيضاً يا أخي شــيئاً آخـــر أقـــوله لك ، وهــــــو ما تعلمته من فم لا يكــذب ،
هذا فحواه : إذا مــــا دخلت بلدة سلام الأفكــار ، فحينئذ تنــــــتزع منك الدمـــــوع ،
لكنهـــــــــا تـــــــأتى بعد ذلك بمقدار محدود .
هــــــــــــذه – باختصــار – هــي الحقيقة لا محــــــــــــــــــــــالة ،
الموثوق بها من كل البيعة ، ومن الحكماء والرؤساء المجاهدين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق