الاثنين، 17 يوليو 2017

الميمر الميمر الثامن ( كامل ) ــ ميامر مار اسحق ـ الجزء الثالث

الميمر الثامن

القوة التي تحدث بها الأنبياء والرسل والآبـــاء عــن التــــــــــــــــــــوبة ،
ينبغى ألا تحملنا على الاعتقاد بأنها الســــــبيل الذي يساعد على الضلال ،

        والهفوات والاستهانة بالدينونة الإلهية ،
       وعلى نقض حدود الرب التي لا تنقض ،
       والمحددة بقوته منذ القدم بأفواه كل القديسين ،
       فى الكتب والمواعـــــظ لمحـــــــو الخطيـــــــة .

فالله لرغبته أن  يكون لنا أمل خــلاص تلـــــطف ،
     وأزال خوف اليأس من الحـــواس بالرجـــاء الذى أعطاه لنا بالتوبة ،
    وليس لإيجاد الفرصة لنخـــــــطئ ولا نجزع أو نهمــــــل الأمـــــور ،
    الـــتي حدد الله لها عقــــاباً فى كل الكــــتب ،
    ممـــا جلب على فاعليها النقمـــة جزئيـــــــاً في  وقتهــــــــــــــــــــا ،
   وبرهن بواسطتها أن الخطيـــــــة ممقــــوتة عنـــــــــــــــــــــــــــــده .

لماذا غرق بالطوفان الجيل الذي كــان فى أيـــــــــــام نــــــــــــــــــــوح ؟
أليس من أجــــــــل الزنــــا الذي سرى بينهم بســــبب جمال بنات قايين ؟
                                 وفى ذلك الوقـــــت ما كــان حب مـــــــــــال ،
                                  أو عبادة أوثان ، ولا سحر ولا حـــــــروب ؟

لم أحترقت أيضا مدن سدوم ؟
أليس لأنهـــا توافرت على الشهوة النجســـة حتى إن شعوبها قد آثاروها ،
                فاستولت عليهم كلهم ، ومارسوا كل الأفعال النجسة القبيحة ؟
أو ليس لأجل الزنا مات فى لحظة واحـــــــدة  من بنى إســـــــــــــــــرائيل .
– ابن الله  البكر ( خر 22:4) – أربعة وعشرون ألفاً ( عدد 25: 6 - 9)؟

وأيضاً :
لأى سبب أقصى عن الله شمشون الجبار المقـــــدس ،
والنـــذير للــــــه من البطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن ،
والمبشر بولادته بواسطة ملاك مثل يوحنا بن زكريا ،
والمؤهل للقوة العظيمـــــــة ، والمعجــــزات الجسام .

أليس لأنه دنس أعضـــــاءه الطاهرة بجمال زانيـــــــــــة ؟
             فلهذه العلة ابتعد الله عنه ، ومكن أعداءه  منه .
                                            ( قض 13 ، 14 ، 15 ، 16 ).

وداود الذى كان حسب قلب الله ( أع 22:13)
      والذى لأجل فضائله أهل ليصبح الموعد الذي كان للآباء لنسله ( رو 2:1)
       أى يظهـــــــــــــــر منه المسيح لخلاص كــل المســــــــــكونة .

أما عــــــوقب لأجـــــل زناه مع امرأة عندما نظـــر جمــالها بعينـه ،
                وانغرس سهم هواها فى نفسه ؟ ( 2 صم 11: 2-3 و 4)
لهذا السبب أثار عليــه البارى قتال من بيتــه ، واضطهده الذى كــــان من صـــــلبه ،
               وكان ذلك بعــــــد أن تـــــــــــاب ، وسكب  دموعاً غزيرة بلل بها فراشه ،
               وقـــال له الله على لســــــان النبى أنه قد سومح عن ذنبه (2 صم 13:12) .

وإنـــي أؤثر ذكر قوم قبله ،
فلأجـــل أية علة شمل الرجز بيت عالى الكـــاهن والشــيخ الصـــديق ،
الـــــذي أحســـــن التدبـــــــير فى الكهنــــــوت مدة أربعـــين ســــنة ،
أمـــــا لأجل نفاق ( خطية ) ولديه حفنى وفنحاس ( 1 صم  2: 22-36) ؟
فهــــو لم يجرم ، ولا كان موافقاً على  ما فعله إبنــاه ،
إلا أنه لم تكن له غيرة وحمية فى أخذ حق الله منهما ،
        بل أحبهما أكثر  من أوامره .

ولا يظن  ظان أن الله أظهر سخطه على الذين قضوا  حياتهم فى الإثم ،
                         " بسبب سماجة هذه الخطية المبغوضـة من الله "
بل  أيضــــــــاً عــلى كهنة ورؤساء شعبه وأنبيائه ، ورجاله القديسين
                 الذيــن أجرى معجزاته على أيديهـــــــم ( مثل شمشون )
                 أى أنه لا يغفل عن متجاوزى شريعته ونابذى فرائضه ،

كما سطر فى حزقيال :
إذ قال للإنسان الذي رسم له ضرب أورشليم بحـــربة لا تـــرى ،
ابداً من ناحية المذبح ، ولا ترحـــــم شيخاً ولا شـــاباً ( حز  6:9 ) ،
ليقيم البرهــــــان على أن السالكين بخوف وخشــــوع قــــــدامه ،
الصانعين إرادتــــــــه أى قديسوه وأحباؤه ذو العمــــل الفاضــل ،
النيــــــة الطـــــــاهرة إذا ما طرحـوا طـرق الـــرب فإنه يطرحهم ،
                         ويقصيهم عن وجهه ، ويرفع عنهم نعمتــه .

والدليل هو :
لأى سبب خرجت القضية بغتة على بلشاصر ، وضـــربه بشــــكل يـــــد ،
أليـــــــس لأنه تجاسر على ما أخذه من أورشليم ( أى الأوانى المقدسة )
             التي ما كان يدنى منهــــا وشــــرب فيهـــــا هو و أصحــــابه ؟

                         هكـــذا الــذين نذروا أعضـــــائهم لله ،
ثــــم تجــــــــاسروا عـــلى استعمالها في الأعمال الدنيوية  ،
يهلكـــــــون بضربة غـــير منظــــــورة ويقضى عليهـــــــــــم كبلشــــاصر ،
الذى تجــــــــــــاسر عــلى الأوانى المقدسة التي أخرجها من مقادش الرب .

وإذا كان الأمر هكـــذا فـــلا نتهـاون إذاً بأقــوال الله ،
وتهديداته مستندين عـــلى أمل ورجاء التوبـــــــة ،
التي ســــــلمت لنـــــا مـــن الكتب الإلهيــــــــــــــة ،
ولا نغبضه بقبيــــح أفعالنا ،
وتدنيس أعضــــائنا التـــي جعلناها من البداية مكرسة لخدمته .

لأننــــــــــا تقدســـــــــــنا بـــه كإيليا وإليشع وأبناء الأنبيـــــاء ،
وباقى القديسين الأطهار الذين اجترحوا المعجزات العجيبــــة ،
وخاطبـــــــوا الله وجهـاً لوجه ،
وكل من كان بعدهم كيوحنا البتول ،
والقديـــــــس بطـــــــــــــــــــرس ،
وجماعــــــــــــــة الكــــــــــارزين ،
والمبشرين ( بالشريعة ) الجديـدة الذين  نــــــــــــــــذروا أنفســــــــــــــهم لله  ،
فقبلوا منه الأســـــــرار ســــــواء مــن فمـــه القدوس أو بواسطة الاســتعلان ،
وصــاروا وســــــــــطاء بينــــــه وبين الناس وخطبوا المسكونة إلى الملكوت .
                                                                                             ( 2 كو 11: 2 )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق