الميمر التاسع
كيف نحفظ جمال السيرة الرهبانية لتمجيد اسم الله
ينبغى للراهب أن يكون فى كل أموره مثـــــــالاً نافعــــاً لناظــــــــــريه ،
حـــــتى إذا عاين أعداء الحــق فضائله الكثيرة البهيـة ،
ومناقبه التي تضـــــــــــــــــــــارع شعاع الشـــــــــمس ،
يعترفــــــــون رغمــــاً عنـــهم بـأن للمسـيحيين رجــاء خــلاص أكيــد ،
فيسارعون إليه من كل مكان كأنه ملجـأ ،
حتى يرتفــــــع قرن البيعة على أعدائها ،
وأيضـــــــــاً يتحرك كثيرون للتشــــــــــــــــبه بفضائله ،
ويخرجـــــــــــــــــــــــون مـن العــــــــــــالم ،
ويكتسب بنو البيعة البهاء مـن جمال ســيرته ؛
لأن الســيرة الرهبانيــــــة فخر لبيعة المسيح .
فلهذا ينبغى للراهب التحلى بكــــــل الفضــــــــائل ،
ويقتـــــــــــني سائر جوانبها الجميلة مثــل :
* ترك كل الأمور المنظورة مع الالتزام بعدم القنية .
* الاستهانة بالجسد كلية ، مع صـــوم شــــــــديد .
* مــــلازمة الســــــكون ، وأن يكـــــون موضع سكناه هـــــادئاً ،
مع الثبــــات فــــــي القلاية بعيداً عن كل أحد ،
ومنحـــصراً فـــــــي ذاتـــــــــــــــــــه كل حين .
* يحسن تدبير الحواس مع حفظ النظر ، والإيجاز فى الكــــلام .
* قطع كل خصومة تتعلق بأمور هذا الدهر لحفظ سلامة القلب ،
لأن هذه الدنيــــــــا بائدة ، ســـريعة الــــــــــــــــــــزوال .
* عدم الحـــــــقد والتطهر مـــــــن وســــــــــــــــخه .
* البســـــــــــاطة بإفــراز خــــاصة بســـــاطة العقل .
* إن ( الحياة ) الروحانية الحقيقية قريبــــــــــــــــة ،
( سهلة ) ويهذى دائمـاً بــــــذلك الوطن السماوى .
* لا يتعلق بإنسان ، ولا يرتبط مع أحد بصداقة ،
بل يهـــــــــــــرب من الناس كحمار الوحـش .
* أن يلازم الصلوات والقـــراءة على الــــدوام .
* ألا يكون معروفاً عند الناس ،
ولا يحـــــــــــب الكــــــرامة ،
ولا يفرح بأن يستضيفه أحد .
* لا يربط ذاته بهـــــــذه الحيــــــــــــــاة ،
ويحرر نفسه من ذكر الأمور العالمية ،
والبحث عنهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا .
* أن يصبر ويتجــــــلد على المحـــــن .
* و يعرف ذلك ( أى أنه يمارس تلك الأعمال ) :
أن يكون وجهــه مقطبـــــاً معبســــاً ،
و تسكب عينيه الدموع ليلاً ونهاراً .
والأهم من هذه كلها أن يحفظ عفته ،
ويتنقــــــــــــى من نهـــــــم البــــطن ،
ويحفظ حواسه من الصغائر والكبائر .
هـــــــــــــذه – بإيجاز- هى فضائل الراهب الطــــاهرة ،
والشاهدة له بالموت عن العالم كلية وقربة من البارى .
فينبغى لنا إذا يا إخوتى الاهتمام بهذه الفضائل وباقتنائهــــــا دومـــاً .
ولو قال قائل : إنه ما كانت هناك حاجـــة إلى تحديدها واحدة واحدة ،
بل إيرادها مجملة موجزة ،
أجبتـــــــــه : إن ما اضطـــرنى إلى ذلك هو :
لكــي يعلم المرء المهتم بنفسه بمدى نقصه ،
ومــا يعوزه من كل هــــــذه الفضــــــــــائل ،
و إذا ما طلبها فى نفسه واحــــدة واحـــدة ،
و لم يجدها فإنه يتذكـــــــــــــرها ،
و إذا ما اقتناها كلها كما حـــددت ،
فحينئذ يعلم الفضائل الأخرى التي لم أذكرهــــا ،
ويصير للناس والملائكة القديسين سبباً لتمجيـــــــــــــد الله ،
ويعـــــد لنفسه مكـــــــان راحـــــة قبـل رحيله من هذه الدنيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق