الاثنين، 17 يوليو 2017

الميمرالتاسع ( كامل ) ــ ميامر مار اسحق ـ الجزء الثالث

الميمر التاسع


كيف نحفظ جمال السيرة الرهبانية لتمجيد اسم الله


ينبغى للراهب أن يكون فى كل أموره مثـــــــالاً نافعــــاً لناظــــــــــريه ،
                  حـــــتى  إذا عاين أعداء الحــق فضائله الكثيرة البهيـة ،
                 ومناقبه التي تضـــــــــــــــــــــارع شعاع الشـــــــــمس ،

يعترفــــــــون رغمــــاً عنـــهم بـأن للمسـيحيين رجــاء خــلاص أكيــد ،
                 فيسارعون إليه من كل مكان كأنه ملجـأ ،
                 حتى يرتفــــــع قرن البيعة على أعدائها ،


وأيضـــــــــاً يتحرك كثيرون للتشــــــــــــــــبه بفضائله ،
                                ويخرجـــــــــــــــــــــــون مـن العــــــــــــالم  ،
                               ويكتسب بنو البيعة البهاء مـن جمال ســيرته ؛
                               لأن الســيرة الرهبانيــــــة فخر لبيعة المسيح .


فلهذا ينبغى للراهب التحلى بكــــــل الفضــــــــائل ،
       ويقتـــــــــــني سائر جوانبها الجميلة مثــل :
* ترك كل الأمور المنظورة مع الالتزام بعدم القنية .
* الاستهانة بالجسد  كلية ، مع صـــوم شــــــــديد .
* مــــلازمة الســــــكون ، وأن يكـــــون موضع سكناه هـــــادئاً ،
                                  مع الثبــــات فــــــي القلاية بعيداً عن كل أحد ،
                                  ومنحـــصراً فـــــــي ذاتـــــــــــــــــــه كل حين .


* يحسن تدبير الحواس مع حفظ النظر ، والإيجاز فى الكــــلام .
* قطع كل خصومة تتعلق بأمور هذا الدهر لحفظ سلامة القلب  ،
       لأن هذه الدنيــــــــا بائدة ، ســـريعة الــــــــــــــــــــزوال .


* عدم الحـــــــقد والتطهر مـــــــن وســــــــــــــــخه .
* البســـــــــــاطة بإفــراز خــــاصة بســـــاطة العقل .


* إن ( الحياة ) الروحانية الحقيقية قريبــــــــــــــــة ،
  ( سهلة ) ويهذى دائمـاً بــــــذلك الوطن السماوى .


* لا يتعلق بإنسان ، ولا يرتبط مع أحد بصداقة ،
  بل يهـــــــــــــرب من الناس كحمار الوحـش .


* أن يلازم الصلوات والقـــراءة على الــــدوام .


* ألا يكون معروفاً عند الناس ،
  ولا يحـــــــــــب الكــــــرامة ،
 ولا يفرح بأن يستضيفه أحد .


* لا يربط ذاته بهـــــــذه الحيــــــــــــــاة ،
  ويحرر نفسه من ذكر الأمور العالمية ،
 والبحث عنهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا .


* أن يصبر ويتجــــــلد على المحـــــن .
* و يعرف ذلك ( أى  أنه يمارس تلك الأعمال ) :
 أن يكون وجهــه مقطبـــــاً معبســــاً ،
  و تسكب عينيه الدموع ليلاً ونهاراً .


والأهم من هذه كلها أن يحفظ عفته ،
                         ويتنقــــــــــــى من نهـــــــم البــــطن ،
                         ويحفظ حواسه من الصغائر والكبائر .


هـــــــــــــذه – بإيجاز- هى فضائل الراهب الطــــاهرة ،
والشاهدة له بالموت عن العالم كلية وقربة من البارى .


فينبغى لنا إذا يا إخوتى الاهتمام بهذه الفضائل وباقتنائهــــــا دومـــاً .


ولو قال قائل : إنه ما كانت هناك حاجـــة إلى تحديدها واحدة واحدة ،
                                                   بل إيرادها مجملة موجزة ،
أجبتـــــــــه :  إن ما اضطـــرنى إلى ذلك هو :
                  لكــي يعلم المرء المهتم بنفسه بمدى نقصه ،
                 ومــا يعوزه من  كل هــــــذه الفضــــــــــائل ،
                 و إذا ما طلبها فى نفسه واحــــدة واحـــدة ،
                 و لم يجدها فإنه يتذكـــــــــــــرها ،
                و إذا ما اقتناها كلها  كما حـــددت ،
فحينئذ يعلم الفضائل الأخرى التي لم أذكرهــــا ،
             ويصير للناس والملائكة القديسين سبباً لتمجيـــــــــــــد الله ،
             ويعـــــد لنفسه مكـــــــان راحـــــة قبـل رحيله من هذه الدنيا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق