الاثنين، 17 يوليو 2017

الانفراد والوحدة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الحادي عشر ) الجزء الثالث

الميمر الحادي عشر ( 1 )


من قرر السير فى تدبير الانفراد والوحدة ،
فليستعد ليعيش بقية أيامه بحسب نظام السكون والعمل حسب ترتيبه .



إذا ما عرض لك – كالمألوف فى ترتيب السكون المحـــــــدد مـــن النعمــــــــــــــة الإلهيـــــــــــــة –
أن تنحل نفسك ويغشاها الظلام ، ويســــتر عنها الإشـــراق الإلهي ،
                                        كما يســتر  الضباب المرتفع من الأرض والغمام شعاع الشــمس ،
                                        وتحــــرم زماناً يســــــــــيراً من العــزاء الروحاني ونور النعمــة ،
                                       إذ تشملها ظلمــــــــــة الآلام ( أي حـــــروب الشــــــــــــــــهوات ) ،
                                       وتنقبـــض عنها القوة المفرحة ويحيط بالعقل قتام غير مألوف .

فلا تنزعج نفسك ، وتميل ميل الجهـــــــــــــال وعميــــان النفـــــــــــــس ،
بل أصـــــــــــبر ، وواظب على قراءة الكتب التي صنفها أفاضل المعلمين ،

وارغم نفســــــك على مداومــــــة الصـــــــــلوات ،
فســــــــــتوافيك النعمة والمعونة ، وأنت لا تعلم  ،

لأنه كما أن شعاع الشمس يزيل عن وجه الأرض الظلمة المحيطة  بها ،
هكـــــذا صــــــــــــــــلاتك تقشع عن قلبــــــــــــك سحب الشــــــــهوات ،
                                وتنـــــــيرعــــــــــقلك بنور السرور والعزاء .

من المألوف  أن تتولــــــــد  عـــــن الصلاة مثل هـــذه النعـــم ،
لاســـــــيما  إذا كنت تستمد ( للصلاة ) مادة من الكتب الإلهية ،
               واقتنيت سهراً يصقــــــل العقل .

لأن التأمــــل الدائم فى كتـــــــــــــب القديســــــــــــــــــــين ،

     يملأ النفـــــس دهشاً لا يوصف وفرحاً إلهياً لا ينتهى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق