الميمر الحادي عشر ( 1 )
من قرر السير فى تدبير الانفراد والوحدة ،
فليستعد ليعيش بقية أيامه بحسب نظام السكون والعمل حسب ترتيبه .
إذا ما عرض لك – كالمألوف فى ترتيب السكون المحـــــــدد مـــن النعمــــــــــــــة الإلهيـــــــــــــة –
أن تنحل نفسك ويغشاها الظلام ، ويســــتر عنها الإشـــراق الإلهي ،
كما يســتر الضباب المرتفع من الأرض والغمام شعاع الشــمس ،
وتحــــرم زماناً يســــــــــيراً من العــزاء الروحاني ونور النعمــة ،
إذ تشملها ظلمــــــــــة الآلام ( أي حـــــروب الشــــــــــــــــهوات ) ،
وتنقبـــض عنها القوة المفرحة ويحيط بالعقل قتام غير مألوف .
فلا تنزعج نفسك ، وتميل ميل الجهـــــــــــــال وعميــــان النفـــــــــــــس ،
بل أصـــــــــــبر ، وواظب على قراءة الكتب التي صنفها أفاضل المعلمين ،
وارغم نفســــــك على مداومــــــة الصـــــــــلوات ،
فســــــــــتوافيك النعمة والمعونة ، وأنت لا تعلم ،
لأنه كما أن شعاع الشمس يزيل عن وجه الأرض الظلمة المحيطة بها ،
هكـــــذا صــــــــــــــــلاتك تقشع عن قلبــــــــــــك سحب الشــــــــهوات ،
وتنـــــــيرعــــــــــقلك بنور السرور والعزاء .
من المألوف أن تتولــــــــد عـــــن الصلاة مثل هـــذه النعـــم ،
لاســـــــيما إذا كنت تستمد ( للصلاة ) مادة من الكتب الإلهية ،
واقتنيت سهراً يصقــــــل العقل .
لأن التأمــــل الدائم فى كتـــــــــــــب القديســــــــــــــــــــين ،
يملأ النفـــــس دهشاً لا يوصف وفرحاً إلهياً لا ينتهى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق