الميمر الثاني والعشرون ( 1 )
الفضيلة الجسدية :
الفضيلة الجسدية فى السكون تطهـــــر الجســـد مــــن الشهوات الهيولية التي فيه ،
أما فضيلة الفكر فتعطى التواضع للنفس وتنقيها مــــن الحركات والأفكار الكثيفـــة ،
الخاصـــة بأمــــــور فاســــدة ، لكيــلا تفكــــــر تفكــــيراً شـهوانياً ،
بــــل تتحرك إلى تصورها الـــذاتى ،
وهذا التصور يدنيها إلى تجرد العقل ،
الــــذى يدعــــــى ثاؤريــــا ، أى تصور غير هيـــــــــــــــــــــولى ،
الــــذى هو التدبير الروحانى لأنه يرفع العقل من الأمور الأرضية ،
ويقربه إلى مشاهدة الــــروح الأولى ( الروح الأزليــــــــــــــــــة ) ،
ويقيـــم العقل عنــــــــــــــد الله وينظر مجــده الذي لا يوصـــــــف ،
ويفكــــر فى معـــــــانى عظمــــة طبيعـــــــــــــــــــــــــة اللــــــــــه ،
ويفصله عن هــذا العـــــــــــــالم وعن الإحســـــــــــــاس بـــــــــــه .
من هــــــذا نتحقق من رجائنا فى الدهر الآتى ،
ويتأكد لنا واقعياً الســــــــــعادة الســــــماوية .
هذه هــــي الثقة التي ذكرها بولس الرســـول ( وحينئــذ يكون لنــــــــــا )
تنعم عقـــــــــلي بما سيكون ( فى الدهــــــــر الآتـــي ) الــذي وعدنا بــه .
فأما كيــــــــــف هي ، وكـــــــــــــــــــــــــل واحـــــــــدة مـــن هـــــــــذه ؟
التدبر بالسيرة الجسدية التي ترضى الله هى
التي تؤدى بالجسد ليتطهر بالفضيلة ،
التي يمارسها بذاته بأعمال ظــــاهرة ،
وبها يتنقي من نجاســــــــة الجســــد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق