الاثنين، 17 يوليو 2017

( 16 ) الصلاة الروحانية ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع ) الجزء الثالث

الميمر الرابع  ( 16 )
الصــلاة الروحـــانية :
+ ســــؤال :  ما هي هذه الصــــــلاة ؟ وكيف يكون الإنسان مستحقا لها ؟


+ جــواب : هـــــي حركات روحيـــــة شاركت روح القــــــــــدس بالطهــــارة الحقيقيــــــــة
               ويؤهــل لها واحد مــــــن ربـــوات الناس ، لأنها سر الحياة في العالم الجديـــد ،
              إذ يرتفع الطبع الإنســـاني وينفصل عن كل تحــــــرك لذكـــــــر الأمور الحاضرة .


إنه لا يصلي صلاة كالمعتـاد  بل  إن النفس تحس بالأمــــور الروحانيــة التــي للدهــر الآتى ،
                والتي  تفـــوق العقل البشرى ، فهي نظر عقلي ، وليســت حركة صلاة وطلبة  ،
               ولكنه يأخــــــذ من الصــــــلاة دافعــاً لهـــــــــا .


الذين هم هكـــــــذا قد بلغوا غايــــــــــــــــــة النقـــــــــــــــــــــــــــــاوة ،
ولا يمـر بهم وقت لا تزهــر حركاتهم الداخلية بالصـــلاة كما قلنــــــــا ،
وكل وقــــــــــــت يزورهــم الــــــــــــــروح يجــــــــدهم في الصــــــلاة ،
ومن الصـــــــــلاة يخطفهم إلي الثاؤريا الذي تفسيره الرؤية الروحية .


وهم ليسوا محتاجين إلي صلاة طويلة ،
أو إلي ترتيب الخدمة بـــــل يكفيهـم تذكار الله فقـط  وفي الحـال يسبون بالمحبة ويخطفون ،
ولكنهم لا يهملـــــون القيام ، كرامة للصلاة فيقفون علي الأقـدام فــــي الأوقـت المحــــددة .


وهوذا القديس أنطونيـــــوس
إذ كان واقفاً على قدميه فـــي صلاة تسع ساعات أحس أن عقله قد ارتفع ،
وقديـــــــــــــــــــس آخــــــــر  كان واقفاً ويديه مبسوطتين في الصــــلاة ،
ومكث في الدهش أربعة أيام ، ومذكور في سير كثيرين أنهم كانوا هكــذا .


ويؤهل الإنسان بهــــــــذه الموهبة إذا خلــــــــع عنـــه الخطية من داخــــل ،
                 ومن خارج بحفـــظ وصايا سيدنا ، لأنه شرعها لقلع الخطية ،
                 وإذا اتبعها الإنسان كما يجب فالأمر يضطره اضطــراراً للخـروج عــن كل الأفعال البشرية ،
                 حتــــــي إن الإنسان – كما قيل – يتعرى من الجسد ، ليس من طبيعته بل مــــــن رغباته .


ما من أحـــــد حفظ الوصايا حسب قصد واضعها ، وتمكنت الخطية مـن الثبوت فيــــــــه ،
                ومن أجل  هذا يجعله سيدنا مسكنا له كوعــــــــــــــده في الإنجيل  المقدس ( يو  23:14 ) .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق