الميمر الرابع ( 16 )
الصــلاة الروحـــانية :
+ ســــؤال : ما هي هذه الصــــــلاة ؟ وكيف يكون الإنسان مستحقا لها ؟
+ جــواب : هـــــي حركات روحيـــــة شاركت روح القــــــــــدس بالطهــــارة الحقيقيــــــــة
ويؤهــل لها واحد مــــــن ربـــوات الناس ، لأنها سر الحياة في العالم الجديـــد ،
إذ يرتفع الطبع الإنســـاني وينفصل عن كل تحــــــرك لذكـــــــر الأمور الحاضرة .
إنه لا يصلي صلاة كالمعتـاد بل إن النفس تحس بالأمــــور الروحانيــة التــي للدهــر الآتى ،
والتي تفـــوق العقل البشرى ، فهي نظر عقلي ، وليســت حركة صلاة وطلبة ،
ولكنه يأخــــــذ من الصــــــلاة دافعــاً لهـــــــــا .
الذين هم هكـــــــذا قد بلغوا غايــــــــــــــــــة النقـــــــــــــــــــــــــــــاوة ،
ولا يمـر بهم وقت لا تزهــر حركاتهم الداخلية بالصـــلاة كما قلنــــــــا ،
وكل وقــــــــــــت يزورهــم الــــــــــــــروح يجــــــــدهم في الصــــــلاة ،
ومن الصـــــــــلاة يخطفهم إلي الثاؤريا الذي تفسيره الرؤية الروحية .
وهم ليسوا محتاجين إلي صلاة طويلة ،
أو إلي ترتيب الخدمة بـــــل يكفيهـم تذكار الله فقـط وفي الحـال يسبون بالمحبة ويخطفون ،
ولكنهم لا يهملـــــون القيام ، كرامة للصلاة فيقفون علي الأقـدام فــــي الأوقـت المحــــددة .
وهوذا القديس أنطونيـــــوس
إذ كان واقفاً على قدميه فـــي صلاة تسع ساعات أحس أن عقله قد ارتفع ،
وقديـــــــــــــــــــس آخــــــــر كان واقفاً ويديه مبسوطتين في الصــــلاة ،
ومكث في الدهش أربعة أيام ، ومذكور في سير كثيرين أنهم كانوا هكــذا .
ويؤهل الإنسان بهــــــــذه الموهبة إذا خلــــــــع عنـــه الخطية من داخــــل ،
ومن خارج بحفـــظ وصايا سيدنا ، لأنه شرعها لقلع الخطية ،
وإذا اتبعها الإنسان كما يجب فالأمر يضطره اضطــراراً للخـروج عــن كل الأفعال البشرية ،
حتــــــي إن الإنسان – كما قيل – يتعرى من الجسد ، ليس من طبيعته بل مــــــن رغباته .
ما من أحـــــد حفظ الوصايا حسب قصد واضعها ، وتمكنت الخطية مـن الثبوت فيــــــــه ،
ومن أجل هذا يجعله سيدنا مسكنا له كوعــــــــــــــده في الإنجيل المقدس ( يو 23:14 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق