الميمر الرابع ( 9 )
مــوهبـــة الدمــــوع :
+ ســــؤال : مــا هي الأدلة الأكيدة ، والعلامات الواضحة عــلى أن الإنسان
قــد بدأ يشـــــــــعر من خلال عمله بأثمـــار النفس الخفيـــــة ؟
+ جـــواب : إذا ما أهل لموهبة الدموع التي تــأتى بغير تكلف ولا تغصـب ،
فالدموع هى حد الفكر بيـــن الجسديات و الروحيــــــــــــــــات ،
ومابين الدنـــــس و الطهــــــــــــــــــــارة ،
والإنسان إن لــــــــــــم يؤهـــل لنعمتهــا فإن أعمــــــــــــــــــــاله ،
مـــــــــازالت بالإنسان الخارجى .
وما شعر بعــد بالعمل الخــــفي الذي للإنسان الروحــاني .
فـــإذا بــــــدأ فــــي تـــرك أمــور هــذا العــــــــالم الجســـــــــــدانية ،
وعبر الحــــــــــــــــــــــــــــــــــد الذي هو داخــــل الطبيعــة المرئيـة ،
( أى الجسدية )
فإنه للحــــــــــين يصــــــــــــــــل إلـى هذه النعمة أعني نعمــة الدموع ،
ومـن التمسك برتبة التدبــير الخفــــي ،
والســــــيرة المكنونـــة توصــله إلـى كمــــــــــــــــال محبــــــــــة الله .
وبمقدار مـــا يتقـــــــــــــــــــــدم إلـى هنــــــــــــــــــــــــــاك ،
بقــــــدر مــا يزداد نصيبـه منهـا حتى أنه يشربها فى كأسـه ،
ومع غذائــه من طـــــول مدة وجودهــــا ودوامهـــا .
وهذه علامة أكيدة على أن العقل قـــد انصرف عن العـالـــم ،
وأن الفكر قـــد خـــــرج من ههنـــــا ،
وشــــــعر بذلك العــالم الروحـــــاني .
وبمقدار ما يقترب الإنسان بفكره من العالم ،
بمقــدار ما يضع حــــــــــــــــــداً للدمـــوع .
ومتى كان العقل منكبا كلية على العالم
فإنه يعدم تماماً تلك العــــبرات
وهــذا دليل على أن الإنسان الــــــذي هو هكذا قد دفن فى قبر الآلام ( أى الشهوات ).
وفيما يخص الدموع :
الدموع نوعان : منهـا ما يحــــرق ويلهــب ،
ومنها ما يبهـــــج ويزهــر .
( فالدموع ) التــي من القلب لأجل الهفوات ،
فإنها تيبس الجسم وتحــــرقه .
وفى أكثر الأحوال يشعر الإنسان بألم في رأسه من ذرفها ،
وبالضـرورة تكـــــــــــــــــــــون هذه الدمــــــــــــــوع أولاً ،
وتـلك هـــــي المـــــنزلة الأولى من منــــــــــازل الدموع ،
وبواسطتها يفتح الباب للدخول إلى المرتبــــــة الثانيـــة ،
وهي أفضــــــــــــــــــــــــــــــل مـن الأولـــــــــــــــــــــى ،
وذلك هو الموقـــــــــــف الـذي فيه يقبل الإنسان الرحمة .
وما هو هذا الموقف ؟
إنه الدموع التي تفيــض مــــن الفهم فتدسم الجسم وتجعله نضـــراً ،
وهــي تنحدر تلقائياً مـــــن غــــير إكـــــراه ،
ويتغير شكل الإنســـان ويزهر الجسد لأنه يقول إذا ما فرح القلب ،
يزهــر الوجه وحسن الجـــــسم ( أم 13:15)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق