الاثنين، 17 يوليو 2017

( 8 ) السـكون وطهارة النفـس ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع ) الجزء الثالث

الميمر الرابع  ( 8 )


الســــكون وطهـــارة النفــس :
+ ســــؤال :  هناك طائفـــــــــــــــــــــــــــــــــــة من النـــاس لهم هذه الأعمال ،
                       ورغـــم ذلك في كــــــــــــــير من الأحيان ،
                      لا يشعرون بسكون الشهوات ولا هدوئها ، ولا بسلام الفكر ؟


+ جـــواب : أيهــــــا الأخ إن الشهــــوات الدفينة فى النفــس لا تهــــــــــــــدأ ،
                               ولا تســـــــــكن بالأعمال الجسدية فحســـــــــــــــب .


 لأنها وحدهـــــــــــــــــــا لا تمنــــــــــــــــــــــــــع الأفكــــــــــــــــــــــــــــــار ،
                               والهواجــــــــــــــــــــــــس التي تســـببها الحـواس ،


فهـــــــذه الأتعــــــــــاب تحفظ الإنســان من الشهوات فلا يغـلب ،  ولا يقهر منها  
                            و أيضاً تحفظه من الشياطين فلا تؤذيـــه ، ولكنــــــــــها ،
                            لا تعطـــــــــــــــــــى الســلام والهـــــــــــــــدوء للنفـــس ،
                           ولا تفيدهـــــــا شــــــــــيئاً .


إنما الأعمال والأتعـــــــــــاب التي تميت الشـــــــــــهوات ،
   والأعضاء الجســـــــــدية التي عــــــــــــــــلى الأرض ،
   وتجــــــود بالراحـــــــــة عـلى الفكــــــــــــــــــــــــــر ،
                                   فهي  توافرنا الســــــــكوت ،
   ونجعله يشــــــــــــــــترك مــع الأتعاب الجســـــــــدية ،
  وحفظ الحواس الخارجيــة مــن الاضــــــــــــــــطراب ،
  ومثابرتهـــا الدائمــــــــــة على عمل الحكمة زماناً مـا ،


لأن الإنسان إن لم يمتنــــــــــــــــــــــــــــــع عن لقاء النــــــــــــــــاس ،
                    ويصــــــون أعضـــــــــاءه من الاهتمام بأمور كــثيرة ،
                   ويجمـــع أفكاره داخل ذاته ، لا يقدر أن يعرف أهواءه ،
                                                      ولا يفهمهـــــــــــــــــــــــا ،


لأن السكوت حسبما قال القديس باسيليوس  هو بدء طهــــارة النـــس ،
               فالعقل يرجـــــــــــــــــــــــــــــع إلى ذاتـــــــــــــــــــــــــه ،
              إذا ما حجبت الأعضاء الأرضية عن التشويش الخــارجى ،


وعندئذ يستيقظ القلب ليفحص عن خلجـــــات الأفكـــــار التي داخــل النفس ،
وإذا ما أحســــــن الثبـــــــــات في هذه الأمور فإنه يصل إلــى طهارة النفس .


+ ســــؤال : أما يمكن للنفس أن تتطهر بالعيش خارج الباب ( خارج القلاية ) ؟
+ جـــواب : شجر يســـــــقي كل يـــــوم لا تجف جـــــذوره ،
              وإناء يقبل زيــادة كل يــــوم ، فمتى ينقـــــص ؟


فإن كانـــــــت الطهارة ليست شــيئاً آخر غير نسـيان أعمال العبودية (أى الخطية )
                                                  والتخلــص مـــــن عاداتهـــــــــــــــــــــــا ،
ولكن إذا كانت الشرور يتجدد ذكرها في الــــــــذات بواسـطة الحــــــــــــــــــواس ،
                                              أو بالاختـلاط بآخــــــــــــــــــــــــــــــــــــرين ،  
                   فمتى يمكــــــــــن إذاً أن تتطهـــــــر النفـــــــــــــــــــــــــــــــــــس ؟


                أو متى تتخلـــــــــص من المحاربات الخارجية إن كان  يراهـــــــــــا ؟


             لأن القلب إذا تدنــــــــس كل يوم فمـــــــتى ينتقى ؟
             نعـــــــم ولا تقـــــــــــدر أن يقاوم الفعل والسقوط .


هل يمكن لمـن  هو ماثــــل فـــي وســــــط المعســـكر أن يطمـــــــــــــــــــئن ،
                 وهو يســمع كـــل يوم إنذارات الحرب  وأخباره الصعبــــــــة ؟
فمن كان هـــذا حالـــــــــه كيف يتجـــــــــــــــــاسر ، ويبشر نفسه بالسلام ؟


أمـــا إذا ابتعــد فهو بعد قليل يقدر أن يسكن المنــادي الــــــذي  في الداخــــل ،
     لأن النهــر إذا لم يســد من أعلى ( أى من النبع ) لا تجف  المياه أسفله .


إذا أتى الإنسان إلى السكون حينئذ تتمكن نفسه ،
                  من تمــــــــــــــــــــــــييز الآلام ،
                  وفحــــــــص ذاتهـــــــا بحكمة ،
                  وينهـــــــض الإنســــان الداخــــــــــلي لعمــــــل الـــــروح .
                  ومن يوم إلى يوم يشعر بالحكمة الخفية المزهرة في نفسه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق