الميمر الرابع ( 11 )
الرؤى والإعلانات والفرق بينهما .
+ ســــؤال : ما أسباب الرؤى والإعلانات ( السمائية ) ، لماذا تتاح لقوم ،
+ ســــؤال : ما أسباب الرؤى والإعلانات ( السمائية ) ، لماذا تتاح لقوم ،
وآخـــــرون لا تأتيهـــم رغم أنهم يتعــــبون أكــــــــثر منهم ؟
+ جـــواب : أسبابها كثيرة ، فمنها ما هو على ســــبيل الســــــــياســــــة ،
والتدبير العــــــــــــام ،
ومنها ما هو على ســـبيل التعــــــــــــــــــزية ،
وتقوية الرجـــــــــــــــاء والتعليـــــــــــــــــــم ،
وهذه كلهـــــا إنمتتتـــا تعطي للبــــــــــشر من رحمة الله ،
وعلى الأكثر فإنهــــــا تعطي لثلاثة أنواع من البـشـــــر :
إمـا لقـــوم بســـــطاء أبرار ودعاء للغاية ،
وإما لقديســـــــــــــــين كامــــــــــــــــــلين .
وإما لقوم لهــم غـــــــــيرة متقـــدة نحــــــــو الله ،
فهجروا العالم ورفضوه بالكليــــــــــــــــــــــــة ،
وابتعــدوا عن الســــكنى مـــع النـــاس ،
وخرجــوا مجرديـــــــــن وراء اللــــــه ،
لا يرجون معونـــة ممــا هــــو منظـور ،
وعندمـــا يغشاهم الجبن مـــن الانفراد ،
وتحــــدق بهم أخطار تقارب المـــوت بســــــبب الجـــــــــوع والمرض ،
أو غــــير ذلك من الضيقات والكوارث حتى أنهم يقتربـــون من اليأس ،
وقطـــــع الرجـــــــــــــــــاء وحينئــــذ تأتيهــــــم التعزيات .
أما غــــيرهم الذين لهم أعمــــــــــــــال أكــــــــــــــــثر منهــــم
ولا ينالــــون شيئاً ( من المنــــاظر الإلهيــة )
سببه الأول الطهارة ، ولســت أعني طهـــــارة الضـــــــــــــمير .
وسببه الثاني هو أنه بمقدار ما يكون للإنسان عزاء بشـــــــرى ،
أو مــــــــــــــن أى شــــــــــــــــــــــــيء مــــــادى ،
فإن هذا العزاء أى المناظر ( الإلهية ) لا يعطى له ،
إلا لأجل تدبير الجمــــاعة الــــــتي هي ( جمـــاعة )
المنفردين المبتدئين .
ولقــــــــــد أعلن أحد الآباء أنه توســـل وتضرع إلى الرب من أجل العزاء ( الإلهى ) ،
فســـــــمع : يكفيــــــــــــــــــــــــــــــــك عــــــزاء القـــرب من النــــــــــــــــــــــــاس .
آخــــــــــــر عندما كان منفرداً ، ويحيا حياة المتوحدين
كان يتمتع كل ساعة بهذا العزاء من النعمــة .
ولكــــــــن لما قرب من العالم ، والتمـــــــس العـــــزاء ،
فلم يجــــــده حســـــب مألـــــــوف عادتـــــه ،
فابتهل إلى الله ليدله على السبب قائلاً :
" ترى هل ابتعدت نعمتـــــك من أجل الأسقفية ؟
" فقيل لــــه : " لا ، بل لما كنت فى البرية كان الله يهتم بك " .
لذلك نقــول : إنه لا يمكن أن يشترك العزاء الروحانى مع العزاء الجســـــــدانى ،
وهو لا يعطى لأحد من الناس إلا لحــــالة من الحالات السابق ذكرها .
+ ســــؤال : هــــــــــــل الرؤيـــا والإعـــــلان شيء واحــــــــــــــد ؟
أو كمـــا أن لهما اســمان كـذلك همــــا مختلفــــــــــان ؟
+ جـــواب : يوجد فرق بينهمــا . لكـــــــــن كـــــل رؤيا هى إعلان ،
وليــــــس كـــــل إعلان رؤيـــــــا .
لأن الإعلان فــي الغالب إنما يحدث خـلال الأمور المعلومة التي يتذوقها العقل .
أما الرؤيـــا فهي نوع آخر إذ هى ( رؤية ) أشكال ورســـــــــــــــــــــــــــــــوم .
كما حـــدث مع القدماء فى الماضــــــــــى .
وهي تكون إما خلال الاسـتغراق فـــي نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم ،
وإمــــــــــــــــــــــــــا فـــي يقظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
و تارة تكـــــون رؤيــــا حقيقيـــــة ،
وتارة كالخيـــــــــــــــــــــــــــــــــال .
وفى أغلب الأحيان
فالناظر نفســـه لا يعرف أن ما شاهده كــان وهو مســــــتيقظ أم وهو نائم ،
وحتـــــى إذا ما رجع إلى ذاته لا يعرف حقيقة ما حـــــــدث .
وأحيــــــاناً يرمق صــــــورة ما ، ومرة ينظر وجهـــــــــــــــاً أمــــــــــــامه .
إن المنـــــــــاظر والأحــــــــاديث والأســـــــــئلة والأجوبـــــــــــة ،
والقوات المقدسة تظهـــــــــــر للمســـــــتحقين ،
وتكشـف الإعـــــــــلانات للذيـــن في القفــــــــار ،
والمنعزلين حيث يكون الإنســان في حاجة إليها ،
إذ ليس له فى المكان من يؤازره أو يعزيــــــــــه .
أما الإعلانات المدركة بالفهم والعقل بواسطة الطهــــــــــــــــــــــــــــارة
فــــــلا يتقبلهـــــــــــــا ســــوى الكاملين أصحاب المعرفة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق