الاثنين، 17 يوليو 2017

حب الشدائد ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالاول ) الجزء الثالث

الميمر الأول ( 2 )
 حب الشدائد :
الجهادات الجسدانية تسبق الفلاحــــــــة الروحيـــــــــــــة ،
وذلك كمــــــــــــــــا سبق التراب النفس التي نفخت فى آدم  (تك 7:2)

والـــــــــــــــــــــذى ليســـــــت له جهادات جســـــــــدانية ،
لا يقـــــــــــــــدر أن يقتنــــــــــــي العمـــل الروحـــــــاني ،
                   لأن هـــذه تتــــولد مــــــن تــــــــــــــــلك ،
كالســــــــــنبلة التي تتولـــــــــــــد مــــــن الحبه المجردة .


ومن ليـــس له عمــــل روحــانى فـــــلن يقتنى المواهب  الروحانية ،
لأن الأتعاب و الأحزان الزمنيـــة الـــــتي مـــن أجــــــــل الحـــــــــق ،
لا تقاس بالنعيم المعــد لصـــانعي الفضيلة .


والذين يلقـــــــون بــــذور الدمــــوع تتبعهم حزم السرور ( مز125 : 3 )
هكــذا الفرح يلي الأعمال و الأتعاب التـــــي من أجل الله .


إن الخــــــبز يلذ للفــــــــلاح بسبب  العــــــــــــــــــــــرق ،
هكذا أعمال البر تبهج القلب الـــذي يقبل معرفة المسيح .


اصبر على الاحتقار والضعة بمعرفة مـــــن أجــــل الفضـــــيلة ،
لتفوز بدالــــــــة القـــــلب عنـــــــد اللـــــه ،
فكــل كلمة صعبة قاسية يحتملهــا الانسـان بإفـــراز دون ذنب ،
                                           فإنــــه فى وقتهــــــــــــــــا
يقبــــــــل على رأسه إكليل شــوك من أجل المســــــــــــــــــيح ، وطـــــوباه ،
لأنــــــــه فى زمن لا يتوقعه يتـوج بتــــاج لا يتطــــــــــرق إليه فســــــــــاد ،
والهارب من الكرامـــة بمعرفــــة هو الذي أدرك فى ذاته رجاء الدهر الآتى .


مــــــــن زعم أنه طرح العالم ومع ذلك ينازع الناس فى شـيء مـــــــا
                                               يرى أنه يحتاجه لأجـل راحتـــه ،
فهـــــذا أعــمى لأنه تـــــــرك الجسم ( أي العالم كله ) بإرادتـــــــــــــه ،
                                     ثــــم يخاصم وينازع لأجل أحد أعضائه .
الهـــــارب من الراحة فى الزمن الحاضر  قـــــد أدرك بعقله الدهر الآتى .
           وأما المرتبط بمحبـــة القنيـــــة فهــــو عبـــد للشــــــــــهوات .


ولا تظن أن اقتناء الذهب والفضة فقـــط هـــــــو حــــب القنيـــــــــــــة ،
         بل هو أن تتعلــــــــق إرادتـــــك باشتهاء  شيء مــــــــــــــــــا .


لا تمدح الذي يتعــــــــــــــب بجســـده ،
         أمـا حواسه فمنحلة وجامحــة :
أعــني بذلك ( اطـــــــــلاق ) الســـمع ،
           وانفتـــــــــــــــــاح الفـــــــم ،
           وعـــــــــــدم ضبط اللســان ،
           وطمـــــــــــــــــوح العينـين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق