الميمر الأول ( 2 )
حب الشدائد :
الجهادات الجسدانية تسبق الفلاحــــــــة الروحيـــــــــــــة ،
وذلك كمــــــــــــــــا سبق التراب النفس التي نفخت فى آدم (تك 7:2)
والـــــــــــــــــــــذى ليســـــــت له جهادات جســـــــــدانية ،
لا يقـــــــــــــــدر أن يقتنــــــــــــي العمـــل الروحـــــــاني ،
لأن هـــذه تتــــولد مــــــن تــــــــــــــــلك ،
كالســــــــــنبلة التي تتولـــــــــــــد مــــــن الحبه المجردة .
ومن ليـــس له عمــــل روحــانى فـــــلن يقتنى المواهب الروحانية ،
لأن الأتعاب و الأحزان الزمنيـــة الـــــتي مـــن أجــــــــل الحـــــــــق ،
لا تقاس بالنعيم المعــد لصـــانعي الفضيلة .
والذين يلقـــــــون بــــذور الدمــــوع تتبعهم حزم السرور ( مز125 : 3 )
هكــذا الفرح يلي الأعمال و الأتعاب التـــــي من أجل الله .
إن الخــــــبز يلذ للفــــــــلاح بسبب العــــــــــــــــــــــرق ،
هكذا أعمال البر تبهج القلب الـــذي يقبل معرفة المسيح .
اصبر على الاحتقار والضعة بمعرفة مـــــن أجــــل الفضـــــيلة ،
لتفوز بدالــــــــة القـــــلب عنـــــــد اللـــــه ،
فكــل كلمة صعبة قاسية يحتملهــا الانسـان بإفـــراز دون ذنب ،
فإنــــه فى وقتهــــــــــــــــا
يقبــــــــل على رأسه إكليل شــوك من أجل المســــــــــــــــــيح ، وطـــــوباه ،
لأنــــــــه فى زمن لا يتوقعه يتـوج بتــــاج لا يتطــــــــــرق إليه فســــــــــاد ،
والهارب من الكرامـــة بمعرفــــة هو الذي أدرك فى ذاته رجاء الدهر الآتى .
مــــــــن زعم أنه طرح العالم ومع ذلك ينازع الناس فى شـيء مـــــــا
يرى أنه يحتاجه لأجـل راحتـــه ،
فهـــــذا أعــمى لأنه تـــــــرك الجسم ( أي العالم كله ) بإرادتـــــــــــــه ،
ثــــم يخاصم وينازع لأجل أحد أعضائه .
الهـــــارب من الراحة فى الزمن الحاضر قـــــد أدرك بعقله الدهر الآتى .
وأما المرتبط بمحبـــة القنيـــــة فهــــو عبـــد للشــــــــــهوات .
ولا تظن أن اقتناء الذهب والفضة فقـــط هـــــــو حــــب القنيـــــــــــــة ،
بل هو أن تتعلــــــــق إرادتـــــك باشتهاء شيء مــــــــــــــــــا .
لا تمدح الذي يتعــــــــــــــب بجســـده ،
أمـا حواسه فمنحلة وجامحــة :
أعــني بذلك ( اطـــــــــلاق ) الســـمع ،
وانفتـــــــــــــــــاح الفـــــــم ،
وعـــــــــــدم ضبط اللســان ،
وطمـــــــــــــــــوح العينـين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق