الاثنين، 17 يوليو 2017

عمل الرحمة ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالاول ) الجزء الثالث

الميمر الأول ( 3 )

عمل الرحمة :

اذا وضعت لنفسك قصـــداً هو عمـــل الرحمـــة ،
   فعودها ألا تطلب العدل في نواحـي أخـــــرى ،
   لئلا تكون بمثـــــــابة  من يعمل بإحدى يديه ،
                               ويهــدم بالأخــــــرى ،

لأنـــــــك هنـــاك ( مع الرحمـــــة ) مضـــــــــــطر إلى الشـفقة ،
و أمـــــا هنـــــا ( أى طلب العدل ) فهو استجابة لميول القــلب .


فالصفح عــــن المذنبين ليـــس مـــــن عمل العدل ،
          ولكــن اعلــــــم انــــك ستعاين حينئـــــــذ
          سلاماً يسري فى فكرك مــــن كل ناحيــــة .


إذا كنت تتدبر فى طريقك بما هو فـــوق الواجـــــب والعـــــــدل ،
فانــــك تقترن بالحرية ( التحرر مــــن سيطرة محبة العالميات )
                                               فى كل وقت وأمــــــــر .


وقد قال أحد القديسين في هذا المعنى :
" إن كان الرحوم ظالماً فهو أعمى " ،
لأنــــــــه يمنح الآخرين مما لم يتعب فيه بنفسه ،
                                   ويكسبه بالعـــــــدل ،
بـــــــــل مما جمعه بالكـذب والظـــلم والحيــــلة .


وقال أيضـاً في موضع آخر  :
" إن أردت أن تزرع في المساكين ، فازرع ممـا يخصـــك ،
   أمــــــــا إن زرعت مما تحصلت عليه من جهات غريبة ،
  فاعـــــلم أن هـــــذا مـن قبيــــــل الــــــــــــــــــــــــزوان".


و أنا أقول  :
            إن لـــــم يكن الرحوم فوق العدل فهو ليــــس برحيـــــــــم ،
           أعنى أنه ليس فقط يعطى الناس  مــا يملكـــــــــــــــــــــــه ،
             بل أيضاً يصبر بفرح وغبطــــة على ظالميه محسناً إليهم .


إذا ما غلبت العدل بالرحمة حينئذ تكلل لا بأكاليل أبـرار الشريعة ( أى العهد القديم ) ،
                                           بـــــــل بأكاليل  كاملي البشارة  ( أي الإنجيــــــل ) .


لأن بذل المرء ما يخصه للمساكين ، وكساء العـــــــــــــــــــــــــاري ،  
                                             ومحبة الغريب كنفســـــــــــــه ،
                                            وعــدم الظـــــلم والكـــــــــــذب ،
                                   هــــــى أمــور أتى بها الناموس القديم .

و أما كمال بشارة التأنس  فتأمر قائله : الآخذ مالك لا تطـــــــــــــــــــــالبه ،
                                                  و اعط كل مـــن يسألك ( مت 6: 30 )
فينبغى عليك الصبر  ليس فقط عندما يحدث جــور عـــلى مقتنيــــــــــــــاتك ،
بـــــل ابذل نفسـك دون الأخ ، لأن الرحيـــــــــــــم هــــو الذى يرحــم أخــاه ،
لا أن يعطيه فقط ، بل إن رآه حزيناً ، أو ســمع أنه كذلك ، يلتهــــب قلبـــــه ،
                                                              فهـذا رحـــيم حقــــــــــــاً .


ومثل هذا  إذا لطمـــه أخـــــــــــــــــــــوه ،
             لا يقــــدم على مجاوبته بكلمة ،
             او يحزنه  بشـــــــــــــــــــيء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق