الميمر الخامس
فى رؤوس المعرفة
1 ـ قسر الذات والتغصب
1-اللـــــــــــــــــــــــــه كل شىء يريده يتممـه ،
وهو العارف حقيقة كل شئ ويتم ما يختاره .
2- ليس في طبيعتنا قدرة أن تعـرف كـــــــل شـــــئ يريده ضـــميرنا ،
ولكــــن ما هــــــــو في مقدرة طبيعتنـــا يدركه ضـــميرنا .
3- الكنز الذي لايسلب المُعطي الحيــاة ، هو فـــــي قــــــدرة الإنسان ،
والذي يعــرف منزلتـــــــــــــه ، فإنه يكون متميزاً في آخرته .
4- النفس التي تحزن من العوارض التى تضاد الطبع ،
هى خاليــــــــــــة من العــــــــــــــزاء الداخــــــلي .
5- المتوحـــــــــــــد الذي كمـــل بالمعـــــــــرفة الجوانيـــــــــة ،
قد ارتفعت نفسه عـن الذين يفرحون ويحزنون من الخارج .
6- المتوحد الذي تدرب بالصبر واقــتنى اتساع النفس ليتحمل الصعوبات التي تصادفه بغـــير تكـــــــــــــــدر ،
فإنه عوضاً عن العزاء الذي من الثمار الداخلية يؤهـل عقله لقبـــول أسرار الروح القـــدس .
7- كتاب القلب الطبيعي هو طاهر ونقي طبيعياً ، ويعــــــــــــــــــطى معونة كثـــــيرة للكتاب الخارجي ،
لكي بتأديب التعليم يكتب عليه تدبير معرفة الحـــــق .
8- فرق كبير بين الكتاب الطبيـــعي النــقي من الآلام وغير الملتوى في قصـــــــــده ،
وبين ( الكتـــــــــــــــاب الخاضع ) للآلام ،
كمثل الفرق بين الورق الناعم المصــــــــــقول في سهولة استعماله ،
والورق الردئ غير المصقول الذي للكتاب الخارجي .
9- لايلصق وينعم الورق الذي تكتب عليه الكتــاب المقدس من غير التنظيـــــــــــــــــــــف بالكلس المحروق ،
ولا يقبــل كتابة الحروف والصور إلا إذا جرد من الشعر والأوساخ بالكلس الحــــاد ،
الــذي بــه يعــــــــــالج ( الجلد ) ليصـلح للكتــبة .
10- لا يصنع الكتاب القلبي وينــــــــقى مــــــن الآلام ويكـــتب عليـــــــــــه
إلا بالضغطات وقسر الذات والغصب على التدابير المؤلمة المحزنة ،
ولا يصنع ( القلب ) الثمار التى كتبها الطـــوباني بولس ،
ولا يقبــل الرسوم ( أى الصـــــــور ) الإلهيـــــــــــــــــة ،
إلا إذا رجـــــــع وهـــــــــدأ بالحــــــــــــــــــب المغبوط الروحاني
ويستريح مـــن تشـــــويش الحركات المحزنة
التى تزعج من الخارج ومن الداخل ويهدأ من كل انفعال .
11- الموضــــــع الذي يشخص إليه النظر الداخلي للعقــل ،
وإليه يمضى الذهن وفيه يطيش ويتنيح وبه يرتبــــط ،
وفيه يلهج بســــــــبب محبتــه .
12- الانحــــــلال مــن الكـــل هــــــو الارتبــــــاط بالواحـــد ،
ولا يمكن الارتباط بالواحد الا إذا انحل الضمير من الكل .
13- إن لم يكن لك قدرة على أن تحـــرر ضـــــميرك مــــــــن طياشة الأفكــــــــار ،
لكي يكـــون لك ضــــــــمير مصلوب بالمحبة إلى الواحد ،
ففسر ( أي ادرس ) الكتب المقدسة والهج بها وفسر في ضـميرك المزامــير ،
والتســـــــابيح والكــــــتب حسب قدرتك بقصد مخافة الله ،
فبالهـــــذيذ بهــــذه يتحرر ضــميرك من طياشة تقلب الأفكار فى الأباطيــــــل ،
وتؤهـــــــــــــل لجمع العقل .
لأنه عظيم جـــــــداً سـكون الضــمير القــريب لله .
14- إن كـــــــــــــانت سلة تقلع بسلة وعادة بعادة ،
فمعلوم أيضاً أن فكراً يقلع بفكـر ،
ويقطع بسكين تدبير الســـــــيرة التي هــي الاتضـــــــــاع والصــــــــــــــــــبر والنســـــــــــــــــك ،
والســــــــــهر والموت عن العــالم ومداومة الصلوات ،
هـــــذه التي تقويها وتثبتهـــا قراءة الكتب على الدوام ، والهذيذ بالفضــــائل .
15- يا من يهرب من التشويش الخارجي ( باللجوء إلــــــــــى ) الســــــــكون ،
احـــــــترس من تشويش تقـــــــــلب الأفكـــــار التــــــــــــي داخــــــــــلك ،
لأن تشويش تقـــــــــلب الأفكـــــار الداخـــــــلية المختلجـــــة أمام الضمائر
تلك النابعة من القـــلب أصعب جداً وأشـــــــــر
وأقـــــــصى من التشويش الخارجي الذي يصادف الحواس ، ويكدر القلب .
16- إذا مــــا ابتعـــد الضمير عن التحفـــظ و زاغ عن الحق واندفـــــــــــــــــــــع في اتباع الخـــرافة ،
المتولد من تقلب الأفكار بالأمورالمضادة ،
فإن أمــــواج بحر الضمير ترتفع وتتعالى أكثر من جريان البحر بأفكار الضــــلال المظنون بهـــــا ،
أنها حق وثابتة ولائقة بطريق الفضيلة ومخافة اللـــــــه .
ونتيجة تحرك بحر الضمير هكـــــــــــــذا ، فإنه باقتنـــــاع يزكي نفسه في ضميره
ويشـــــــــجب رفيقــــه ويدينه و يزجره .
فينبغي لنا ألا ننخدع بها بل نقاومهـا ونزجـــــرها منذ البدايــــــــــــــــــــــــــة ،
ونقمــــــع وحشــــــيتها التي تعمل بشكل فضيلة البر ،
وذلك قبل أن تخرجنا من بلد الســلام وهدوء الحب .
17- لايمكـــــــن أن نحفظ الوصايا الســـــــــــــــــيدية باتباع عدالة الناموس ( القديـــم ) ،
لأن هناك يقــول العـــــــــــــين عوض العــــــــين والسن عوض الســن وغـــــــيرها ،
أما نعمة المسيح فتأمر قائلة : اغلبوا الشر بالخير ،
ومن يضـــــــــــربك على خدك اليمين حول له الآخــــــر ،
ومن يأخــــــــــــــــذ ثوبك أترك له ردائـــــك ( مت40:5 ) .
18- ليس للضمير الكفاءة أن يصبر على ما ضد العدالة والنعمة معـــــاً ،
لأن تلك تحرك الغضب والغيرة ،
وهذه تلقى على الضمير سلاماً حبــــــــــــــاً و رحمـــــــة .
19- لايليق بضمير المتوحد الذى يسير تبعاً لسلام قلبه
أن يلــــــــــوم أو يشجب إنساناً ، لا مواجهـــــة ، و لا بالقلب ،
لأن بولس الطوباني قال إنكــــــــــم لستم تحت العدل بل تحت النعمة ( رو14:6 ) .
20- المتوحد الذي يقطع رأس بداية نبات الأفكــار ، لهــو مجاهد نشــيط ،
وبســــــــــهولة يؤهل للزكاوة ويعتـق من الطياشـــة .
21- المتوحد الذي يتنــــــــازل مــــع الأفكار ويتفاوض معهــا ،
لهو عمال بالفسق خفية داخــــــل ضميره ،
ويعــــطي مادة للآلام أن تتواثب عليه أخيراً .
22- المتوحد الذي انســـحق قلبه بالنســـك ، وعلى الدوام يشخص نظرعقـــــله بالمسيح ،
وكل ســـاعة بأمل يرجو معونة النعمة ، وحريـــــــــــــــــــص في مفاوضة الصــلاة ،
ويحــــترس فى كل مــــــا يخصــــــــه ، فلـــــــــــــــــن يطيـــــش ضميره بالأباطيل ،
ولا يجـرحه إســــــــــــــــهام الشــــرير ليحـــــــــــــــــــــــــــــركوا فيـــــــــــه الآلام .
23- القصد المستقيم لتدبير الضمير هو أن يشغف الإنسان بمحبة أن يتعـلم بقراءة الكتب ،
فيستضئ بهذيذ فهمها ،
ويذوق حلاوة الأسرار الروحــــانية المخفيــــــة فى الكـتب ،
فهــــــــــــــذا لايوجـــد أمـامه حاجزاً لتســـــكر نفســـــــــه بالحــــــــب الإلـــــــــهي ،
بتدبير سيرة النســــك القاطعـــــــــــــة للآلام و لايغلب من لذاتهـــــــا .
24- المتوحد الذي قصده مســــــتقيم وضــــــميره مصــــــــــــلوب إلى الهـــــذيذ الواحد ،
وبلا فتور يلهــــــج ويتفاوض ويتدرب ويعمل به مــــدة من الزمـــان ،
فهذا ( ينطبـــــــــع ) فى قلبه من النعمــة والعـادة ( هذا الهذيذ الواحد )
مثل الصـــــــــــــــــــــــورة المرسومة على الدينار ،
إذ حتى فى نومـــــــــــه يلهج به ضميره ويتفاوض بغــــــــير إرادتـــــــــه .
25- الضمير المنقسم على ذاته الذي في وقت يعمل بقصد تدبير ما وفيـه يلهج ويتفاوض ،
ثـــم في وقت يقصد تدبيراً آخر غير ذاك ،
فهذا لاينجح لا في هـــــذا ولا فـــي ذاك .
26- إذا عبر الذهن بمعرفتـــه بالنظرة الروحانية إلى بـــــــــــــــــــــــــــلاد النفس الروحانية ،
فإنه يتغذى ويلتــــــجئ وينشرح فيهـــــــا ،
ويأخذ منها مادة ليغير زيه ولغته ( أى ليصــــــير روحـــانياً )
ويدخــــــــل ذلك الموضــــــــــــع ( أى بلاد النفس الروحانية ) ،
وهو عند ذلك يفيد ويستفيد منها ،
وبنوع واحد يثبت وقت الصـلاة ،
وهذا جميعه بكليتــه يؤهـــــــــل للأســــــــــــرار المقدســــــــة .
التي للثــــــالوث الممجــــــــد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق