12 ـ عظمة السكون .
ــ بالحقيقة إن عمل مائة راهب يصومون ويخدمون ( أي يتعبدون ) وهــــــــــم في العشرة والســــجس ،
لا يــــــوازي عمل راهب واحد وهو بالســــــــــــــــــــــــــــــــكون ، ولـــــــــــو أنه ضعيف عاجـــــــــز ،
إلا أنــــــــــه ليـــس له عشــرة ولا مفاوضــــــــة مـــــع النــــــــاس ومحبو س داخل الباب بلا انقطاع ،
ولا يدخـــل إليه أحد ويخـــــــــــرج .
ولا أعني بقولي هذا عن الذين يتمسكون بالسكون بالجســد ولهــم من يدخل إليهم ويخـــرج بســـهولة .
بــــــــــــل أقصــــــــــد الذين من يوم الأحد يسدون أبوابهم وليس لهم عشرة ولا مفاوضــة مع أحــــد ،
ويحبسون تمامـــــاً أسابيعاً محددة أو الســــــنة كلهـــــــا ما عدا تنــاول الأســــــــــرار الإلهيـــــــــة ،
وهم لا يلاقون أحداً ولا يحضرون الأعيـــاد ولا الكنائــس حـــيث الجمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعات .
إن كان ثم متوحد كفء لنعمة السكون هذه ، وحـــظى بهــذه الموهبة من الله ،
ويمنعه أحد من الأساقفة أو روؤســـاء أديـــرة الإخـــــــــوة ،
إما من أجل غيرة و حسد أو عمل جسداني أو نياح ( راحة ) ،
يمنعـــه من هــــذه الموهبــــــــة ،
فعليه دينونـــة قــــدام الله وهو مزمع أن يعطي جواباً قدام منبر المسيح ،
الـــــــــــــــــذي لـــــــــــه المجـــــــد آمــــين .
يا اخــــــــوتي :
إن كان جيلنـــــا هــــــذا الـــــــــــــــــردئ لا يساعد على ( وجود ) موضع موافــــــــــق ،
للسكون الحقيقي مثل الأجيــال الســــــــــابقة ،
لــــــذا ففي أي موضـــــع توجـــــــد فيـــه فلننقبض ( أي ننفرد ) بأنفسنا ولو بيوم واحد ،
إما في دير وإما في طريق أو تحت صخرة ، ولا ننتـــــظر الــــــــــترتيب والإعـــــــــــــــداد .
كل وقت يتاح لنا يوم أو يومين فلنمارس السكون حسناً ،
لأن الحكماء هكــــــــــذا يقتنون أنفسهم في مدة حياتهم القصيرة هذه ،
لئلا يدركنا الموت بغتة ، ولا نبلغ مقصــــــودنا ولا نـــــدرك أملنــــــا .
11 ـ العمــل الأفضــل
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق