11 ـ العمــــل الأفضـــــل :
ــ يا أخي :
لعلك لا تعد عدم الاستئناس والأحاديث وأيضاً النوح وحزن العقل ، والســـــقوط قدام الله كل وقـت ،عملا ً،
بـــــل الصوم فقـــــــــــــط وكثرة التلاوة هي التي نحسبها عملاً .
اعلـــم : إن عمل القــــــــــلب والتجــــلد في الوحـــــــــــــدة هو العمل الفاضـــــــــــل .
صدق : إنه سعيد ومؤهل لله ، الذي كل يوم يأكل وينـــــــام وهو مداوم الســــــــــكون
وصعوبة الوحدة جميع أيامه ،
ولو أنه تنهد على نفسه دفعة واحدة في النهـــــــار وهو محزون ملقى قدام الله .
ميز : إن الكثيرين أو لعل جميع النصارى يتحملون أعمال الجسد بحلاوة وشجاعة ،
وكــــــــل الفضائل المذكورة يعمـــــــلون ،
ولكــــــن على الســـــكون ما يجــــسرون .
ــ لا تحــزن أيها الأخ الضعيف الجســد الساكن في الهدوء من أجــــــــل أن ليس لك أعمال جســــــــدانية ،
لأن نصيبك أعظم من أولئك الذين يعمـــــــــلون كل الفضائل الكبار ، وهم خارج عن الســكون .
عظيمة هي الموهبة التي حظيت بها التي هي التجـــــــــلد ومحبة السكون أفضـــل من كل أعمال الجسد .
ــ والسبب أني أطلت في هذا الفصل أكثر من الباقين ،
لأني أنظر أنه ليست خسارة قليلة حصلت لكثيرين من هـــذا الأمـــــــر ،
إذ هم يصلحون لتدبير السكون بسبب استضاءتهم وتواضعهم ،
وحرارتــــــــهم الكثيرة وازدرائهم بالعـــــــــالم ،
ولكن بسبب أن ليس لهم قوة جســـــدية في الأعمال أي ما يقـــــــدروا أن يصوموا ويسهروا ويعملوا بالجسد ،
مثل كثيرين ، فإنهــم يقطـــــعون رجائهم مــن الســـــكون .
وكثير من الحكماء المفتخـــــــــرين بالجســــــــــد يعطلوهم بكلامهم الخرف عن هذا العمـــــــــــل ،
أي الحبس والانقباض مع أنفسهم الذي هو عظــــــــــــــــيم وعجيب جـــــــــــــداً ،
الذي لم يحــــــــــظ بـــــه إلا أفراد قليلون فقط ،
كموهبة وإنعـــام من الله ،
إذ رغـــــم ضعف أعضــائهم يصبرون على صعوبة الوحدة ،
والعمــــــــــــل وحـزن القــلب ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق