10ـ لمــــاذا التوحــــد :
ــ ضل الكثيرون ولا يعرفون ولا يفهمون إننـــــا نحن المتوحـــــــدين ،
ليس من أجـــــل عمل الفضــــــــــــــائل نحبس أنفسنا داخل البــــاب ،
بل وأن نكون أيضــــاً مــــــــــوتى من الفضــــــائل .
ــ لأن الفضيلة التي تعمل عند السكنى مع كـــــــــثيرين ، يعملها الأحياء ،
فإن كنـــــــــــا نحــــن نطــــــلب مــــــــن الســـــــــكون عمــــل الفضائل ،
التي يفعلها إخوتنا المقيمون في المجمع ( أي الديــــــر ) ،
فما لنا بالهروب والحبس في قبر القلاية .
إنما نحن ننتظر أن نقتني من عمل السكون الشيء الذي إذا تعلقنا بجفــون عيـــــــوننا .
لا نقدر أن نجــــــــــده بالسكنى مع كثيرين .
ولو كان قصدنا عمل الفضيلة ، فما المانع من عملها في السكنى مع كثـــــيرين ،
وأعني بهذا عن الصوم وخدمة الأوقات والصدقة ،
وما تبـــــقى بمـــا يشــــــبه هـــــــذه ،
بل ســـــاكن المجمع ( أي الراهب غير المتوحـــــــد ) فهو ينشط بالأكثر في عمل تلك الفضائل ،
والتي لا نعـــــــــــــرف فضيلة غـــــيرها ،
وأما التنعم الروحاني الذي يوجد ( أي تحصل عليه ) بالعمل الخفي المكتوم ،
فهو لا يعد مع الفضيلة لأنه سيد الفضائل .
ــ إن الفضيــــــــلة هي كل عمل ظاهر يكمل بحواس الجسد ، من أجل الله ،
وهذه الفضــــائل نعملهــــــــــــــــــا في المجمـــــــــع أولاً ،
وبعد أن نتعلــــــــــــم ونتـــــــــدرب ندخل الســكون ،
بأمل أن نقتني فيه شيئاً معروفاً ( عنه ) إن صــــــوت الطائر يكـــدره .
اترك خروج ودخول كـــــــثيرين والنظر ( إليهم ) تمام ،
وها نـــــرى كثـــــيرين من الآباء الروحــــــانيين ،
ما كان لهم قوة في جسدهم لعمــل الفضـــــــــــائل ،
لكـــــن مــــــــــــا رأوا أن يتركوا الســــــــــــكون .
بل كانوا مطروحين داخل الباب وهو مغلق في وجوههـــم وهم هادئــــــون ،
فهل كان ينبــــغي عليهــــــم أن يتركوا الوحدة بســـبب أن ليس لهم أعمال ،
لكـــــن ما كــــــــــــــــــــــــانت تتركهم حلاوة الوحدة ،
لــــــــذا لم يعطوا أنفســـــــهم ( الفرصة ) لنظر المجامع ( الرهبانية ) أبداً .
كان حلواً عندهم صلاة واحدة بالســـــــكون في قلبهم وهم ملقون بحزن حلو واتضاع ،
يقدموهــــــا لله أفضـــــل من ربوات صلوات وأعمال يقدموها لله خارجاً عن قلاليهم ،
وأفضــــــل من نظــــر ومفاوضـــــــــة فضلاء العالم وحضور الأعيــاد .
ــ إن حد الفضيلة هو المفاوضـــــــة المنفــــــردة ،
والهذيذ الهادئ العقلي بالله .
ــ المتوحــــــــــــــد ليس له عيــــد في الأرض ،
عيد المتوحــــــــد هـــــــو حزن نوحــــــــــه ،
وعوض الأعمال الــــــتي يفتخر بها آخرون بالـــــــــــــــــنزهة مع بعضــهم ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق