2 ـ الصـــلاة والســـــــكون .
- حرارة القلب وقت الصلاة ، عندما تنحل الأعضاء وتنقبض الحـــــــــــــــــــواس ،
ويضعف اللســـــــــــان ويتخلف عن الحركة مع العقل ،
وهو في مكانه مدة طــــويلة يــــــؤدي الميطانيات ،
إن هذا يكـــــــون مــــن القراءة بمعرفة ،
والتي بهــــــــــا يعرف الحق جلياً بثبات .
فعندما يدنو الإنسان من الصلاة فإن تذكر ما قرأه يلهب المصلي بالفهـــم الصحيح للكلام
الذي قيل عن الله ،والذي كــــان يتلوه قبل وقت الصلاة ،
هذا إلى أن يؤهل الإنســـان لإســـتعلان الأسرار الإلهية
هــــــذه التي يعرفها العقـــل بالطهـــارة التـــــــــــــــامة
بفعـــــــــــل الروح القدس ، وبهذا يذوق التنعم الروحي .
ـ الذين يسيرون في طريق المعرفة ، إن كان بهذيذ المزامير أو بمفاوضــــة القــــــــــراءة أو بالصــــــلاة ،
أو بهذيذ العقل ، فإنهم يستحقون بالفعل جزئياً الدهش العقلي ،
وبسرور القلب يتنعمون بالفرح بالله ، ومن وقت لآخــــــــر يفهمون ما كان متــــــــوارياً .
هذا يكـــــــون لأولئك الذين يعدون أنفسهم لمعرفة الله ،
ولم تصغر أرواحهم ويتركون السكون .
المجـــــــــد للذي صار لنا وسيطاً لمثل هذه الخيرات و به استحققنا أن نقبل ونعرف وندرك الإيمـــان ،
الشــــــيء الذي لم تنظره عين ولم تســـــمعه أذن ، ولا تســــــــــــــــــــــــــتطيع الحواس النفسانية ،
أن تفكر في شيء من هذه الخيرات .
ذاك الــــــــــذي بواســـــــــطة الجسد الذي أخـــــذه منـــا ،
الذي هــــــــــو صورة حقيقية لغــــــــير المنظــــــــــــــور المتحد به الطبع الإلهي ،
وقد أخــــذه منا لأجـــــــــــــــل رجاء الناطقين ( أي البشر ) ،
وبه عرفنـــــــا الأشـــــــــــــياء المكتومة عنده منذ البـــــدء ،
والآن أخرجها للظهـــــــــــــور وبه عرفنا شـــــــيئاً عنهـــا ،
لكي نتحقــــق على الأشــــــياء التي في التجـــــــــــــــــــديد الذي نقبـــــله ( أي في القيامة ) ،
فتلك التقوى ( التي علمنا إياها ) تشركنا مع العقل الإلهي بنقاوة الضمير ،
وفي أســــــــــــرع وقــــت دون تأخـــــير .
ــ في وقت شروق النور وارتفاعه في الجو ، استعمل بإجتهاد والوسائل الظاهرة ،
يعني عمل الميطانيات وطول التضرع ، وما يشــــبه ذلك ،
وليكن هــــــــــــــــذا دون انتظــــــــــــــــــار صعود الشمس وإنطلاق شــــعاعها وسط الرقيع .
ــ في البرية القفرة من أجل الهدوء الذي فيها نقتني ميتة القــــــــلب ،
ويخضع العقل لله ويختلط به بســــبب الشـــــخوص والنظر الدائم إليه ليلاً ونهاراً .
ــ التواضع هــــــو حد جمع العقل ،
وفي كل وقــــــت يكون النـــــــور منتشراً من عناصر التواضع .
وإن كنت تقول ثمة من هو منقبض داخله ( أي جمع عقله ) ولكنـــه يفكر في الشـــر ،
أجبتـــــــــك : أرني واحداً مـــن ألـــــــــم ( أي حــــــروب ) الشرور يقوم العقــــــل
دون تصور هذه الأمور ،
أي مادام العقــــــــــــــــــــل به صور الأشكال المادية فهو ليس مجمعــــــــــاً ،
لأن جمع ( العقل ) الحقيقي يعرف من أن العقل متحرر من تصور أشكال الآلام ( أي الشهوات ) .
ــ سكون العقل هـــــو قيام الحق في النفس ،
لأن الحــــــــق يعرف بغير تصـــور اشــكال ،
والحق هـــــو نقـــاوة الهذيــــــــذ الإلهـــــي القائم بالذهن .
ــ كل موضع توجد فيه ،
كن منفردا بضميرك متوحداً غريباً بالقلب وغير مختلط
كن منفردا بضميرك متوحداً غريباً بالقلب وغير مختلط
( أي غير مندمـــــــــج مع الآخرين ) .
لأنه إن كان جميــــع ما يصادف النظر والسمع ،
يؤول إلى إيجاد الأفكــــــار داخليـــاً ،
فأية منفعة للـــــذين يحــــــــــــــــــــــالون أن يسكنوا أفكارهم ،
وهــــــــم يســــــــــــــــــــــــــرعون بإجتهاد للقـــاءات ( بالآخرين ) .
ــ لا تقارن كل السيرة وما فيها من الأعمال العجيبة ،
وبين أن يكون الإنسان غير معروف ولا محسوب ، ويهرب من الكل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق