3ـ العالم الجديد .
ــ ثق أن كــــل شــــــــيء غرضه فحص الطبيعة الثانية يبطل في العالم الجديد ( أي الملكوت السماوي ) ،
لأن شكل هذا العالم يزول مع جميــــــع أنظمتـــــــــه ، وعليـــــه يبطل أيضـــاً التأمل فيه ( أي أفكــاره ) ،
لأنه حيـث لا يوجد شيء من التي تحرك إلى التأمـــــل فــــــــــي الجســــديات بالنســــــبة للحـــــــــواس .
ولكي يستأصل العقل هذه ( الأفكـــــار ) الجســــــــــــدانية ،
عليه أن ينقطع عن الأمور التي تؤثـــــر على الحــــــواس ،
لأن لا فائدة تقتنى من أي لمح ( أي نظر الأمور العالمية ) .
ــ القداسة هي إن الإنسان يتقدس في الصلاة بقوة عمل الروح القدس .
وإلــى أن يتقدس قلبنــــــــــــا بـــــــروح الــــــــــــرب ،
ما نستطيع أن نميز جليــاً الحــــــــركات ( أي الدوافـــــــع )
التي من فعل الشياطين عن التي من الملائكــــــــــــــــــة ،
أو التي من الطبــــــــــــع ، أو التي من دافع الروح القدس .
ــ إلى أن تتقدس كلمتنا بقوة الـــــروح فهي لا تكون مخيفة للشــــياطين ،
ولا تخضع لها الطبــــــــــائع الناطقة أو الصامتة .
ــ إلى أن نتطهر من أفعال الخطية لا تحل في نفوسنا فاعلية الروح القدس ،
ولا نستطيع أن نكــــون أوانــــي لحلول الســـــــــــيد بكر جميع الخليقــــة المنظورة وغير المنظورة .
لأنه هو أول من ولد لحياة العالم الجديـــــد بقيامته من الأمـــــــوات .
بالحق هو بكرنا لأنه لم يولد أحد قبله لهنــــــاك ( أي للســــــــــماء ) .
حسناً دعي بكراً ليس لنا فقط بل وللطبــــــــائع غير الجســـــــــــدانية ،
لأن هذه الخليقة هي أيضاً تتطلع لهذه الولادة ( التي في يوم القيامة ) .
ــ إن جميع الخليقة ينبغي أن تسجد لصورة المـــــلك القــــدوس ،
وإننـــــا حتى الآن لم ننظر واحداً من البشر سجدت له الملائكة ،
إلا ( الرب يسوع المسيح ) الذي إليه تتطلع كل الخليقة المنظورة وغير المنظورة وله تسجد ،
لأنه هو اللــــــه وبه يليــــق هذا الاسم والصــــــــورة
والذي به ســــــوف يتقـــــدم الكــــل إلـــــى اللــــــــه ،
وبجسده الطــاهر ننظــــــــــر الخفي غــــير المــــدرك .
ــ الملائكة القديسون بحسب طبيعة خلقتهم ليس بينهم أحد أكـــــــبر مــــن الآخـــــــر ،
لكن بعد ما خلقهــــــم قسم لهم الرب درجات وكرامات كما شاء .
أما من جهــــــــــــــة المعرفة وحرارة الحب ، ففيهــــــــــم أولــــــــــــــــــين ومتوسطين وأخيرين ،
والرتب الأقــــــــــــل ليـــــــــــــــس فيهـــــم من يتقدم بالإستعلان والمعرفة عن من هو أعلى منه رتبـــــــــــــة ،
وأيضاً الرتب الأعلى ليـــــــــــــــس فيهـــــم من يقــــــل فــــــــــي الإدراك عن من يتلـــــــــــــوه طقساً ودرجة .
ــ إذا ما قبل العقل الإحساس بحسن طبيعته ، فعند ذلك ينمــــــــو برعاية الملائكة ،
ومن هنــــــــــــا يؤهل للشركة مع الملائكة بالإستعلان العقــــلي
لأنه اســـــــــتعاد طبيعة خلقتـــــــــه الأولى تلك التي فيها القدرة
على قبول الثـــــاؤوريا ( أي الإســـــتعلان ) .
ــ الحلاوة الأولى : التي للإستعلان الروحي العقلي هي ثاؤوريا ( أي النظرة الروحية ) لعناية الله ،
والتي بالأعمـــــــال الملموســـة تظهر قوتها الفاعلة والتي يحس بها العقــــــل .
والحلاوة الثانيــــة : عنايتـــــه بالكائنــــــــــــــات .
والحلاوة الثالثـــة : ثاؤوريا ( أي التأمل في ) خليقتــــــه ،
والحلاوة الرابعة : ثاؤوريا ( أي التأمل ) في حكمته بهم ،
وعظمة فكره غـــير المــــدرك
وتعــــــدد أحكـامه وتنوعهـــا .
ــ ( في هذه الفقرة يتكلم عن تدرج الفكر من النظر إلى الخليقة إلى الله و قدرته ) .
الاعتبار الأول : أن يتهــــــــاون بالقــــــــــــــــدرات البشـــــــرية ،
وكان هذا هو إيمان الكائن الأول .
الاعتبار الثـــــاني : إنه بثقة وثبــات يكون له اتكــــــال على الخــالق .
الاعتبار الثــــالث : إنه بالحب ( لله ) يبتلغ ، مثـــل إحســـاس الطــفل نحـــو والدته .
الاعتبار الرابــــع : أن يكــــــــــــون تحت سحابة حكمـــــة البــــارئ المملوء تمييزاً .
الاعتبار الخامس : يحاط بالذهــــول الذي لا يــــــــــــــــــــــــــــدرك والعسر التفسير .
وإلى أن تمتزج قوة الروح بهذيذ العقـــــــل ، لا يكون له الدهش بالله ،
وإلى أن يصفو العقل لا يشاركه فعل الروح .
ــ إذا بدأت الخلجات تصفو ،
عندئـــــــــذ يتضع القـــلب ويصبح كمن هو في عمــــــــق ،
ومن هذا التواضــــــــــع يدنــــــــــــــــــــو إلى النقـــــاوة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق