الذي لا يستسلم لانحــــلال الأعضــــــــــــاء والمـــلل والضجــــــــــــــــر فـــــــي وقت الخــدمة ( أى الصلاة ) ،
بل يفرح باحتمال صعوبتها والاختنــــاق والظـــلام المحـــــزن ، وبقيـــة أحزان القـــــــلاية ،
كأنهـــــا عمل كامل قدام الله ، بل يريد التحرر والراحة منها كلية ،
فإن هذا يســــلم إلى يد شـــــيطان الزنـــــى دون أن يشــــــــــاء ،
وعوض ذبيحة جســــــــــده الذكية التي يقربها قدام الله كل يـــوم
يذبح للشيطان ذبيحة دنسة فى أعضـــــــــــــــــــــــــــاءه .
يا أخى :
صدقنى إن الملل والضجر وثقل الأعضـــــاء والسجس ( أى الاضطــــراب )
وتكدر الضمير وبقية المحـــزنات التي تحدث للنساك المنفردين ،
لهى عمل الله التام .
ولا تظن أن الاستضاءة بالخدمة ونقاوة الضمير والتنعم وسرور القلب ،
والعزاء الذي من الدموع الحلوة والهذيذ النــــقي مع الله هي فقط عمل إلهى ،
بل وبالحق حسب رأيى أقـــــــول : حــــــــــــتى فكر التجــــــــــــــــديف ، والمجد البـــــاطل ،
وحركات الزنى السمجة التي تحــــدث غصباً على المتوحـــد ومعــــاناته منها فى سكون القلاية ،
فإنه ولو وجد المتوحد - فى وقت ما - مغلوباً منهــــــــــــــا ، لكنه لم يخـــرج من قلايتـــــــــــه ،
فإن هـــــــــــــــــــــذه تحسب ذبيحة نقية وعمل إلهى - ما خلا الكبرياء فقط -
وذلك لأنـــــــــــــــــــه تجـــــلد بجهـــــــاد الـــــــــــرب على ( المــحاربات )
اليمينية والشمالية التي توجهه ،
على أن يكون حدوثها ليــس بسبب انحلاله وتهـــاونه ،
بل هى من قتال ( العدو ) فقــــط ،
وأنه لــم يغـــــــلب ويخرج من صــــف المعــــــــركة ،
الذي هو الجلوس بصــبر منفــرداً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق