7 ـ السلام الداخلي :
81 ـ ما دامت حريتنا تدان من نياتنا علي الشرور الـتــــي نفعلهـــــــا خارجــــــاً عن الواجـــــــــــب ،
أو افكارنا غير متفقة مع كلامنـــــــــا أو كلامنا مع أفعالنا ، والثالوث الذي فينا ما أصلح ،
ولا نسرع لنصــــالح الأخـــــــــــرين لا مع الله ولا مــــــع البـــــشر ،
فلا نظـــن أن بخــور صـــــــــــلواتنا يصعـــــد الى اللـــــه ويُقبـــــل .
82 ـ إن كان الثالوث الذي فينا متفـــــــق بالحب والفـــــــــــرح ، وحريتنا لا تتبكت من نياتنا وقت النــــــور ،
وتقدم نفوســــنا صـــــلاة بغير فتور وشكر لله وهي هادئة ، فجميع الخليقة تصلح معنا بالحب والمحبة .
83 ـ فإن كان النور الذي فينـــا ظــــلاماً ، فظلامنا كم يكـــــــون ؟!
أعني إن كان سلام قلوبنا متكــــــدر بالحنق والغيظ والحسد ،
وهــــــو منقسم علي ذاته من داخل ، فتكدرنا كم يكـــــون ؟!
84 ـ عندمــــــــا تكـــــون مغتاظاً ، مراً ، نكداً ، افحص بدقة عن الأعداء المتحركة فيك من داخل أو من الخارج ،
فمن الأعداء الداخليين الآلام المرة والحنق ، والحقد والغضب والحسـد والشـــرور التي تثـب علي الفضـائل ،
التي أتقنتهــــــــــــا نفســـــك فتفسدها وتجــــــردك مــــــن حـــلاوة الحــب الإلـــهي ،
أما الأعداء الخارجين فهم الناس الأشرار الذين يخجلونك ويعــيرون بك أصــدقائك ،
وعندمــــا تكون حلــــــو ( النفس ) بشوشاً طيباً انظر داخـلك ،
وكيـــــــف أن بنـــــــي بنيــــــــــــك يفرحــون ويفرحـــــــونك ،
أعــــــــــــــــــــــني : السلام ، والهدوء ، الحب ، الـــود ، نـــــــور المعرفـــــــــــة ، الاتكـــــال على اللــــــه .
85 ـ مادام الضمير و الأفكار تصطبغ كل يوم بألوان وأشكال مناقضة بعضها لبعض باللقاءات النافعة والضــارة ،
إذ أنه يلتقي بهذا بدافع من طيبــــة قلبــــــــــــــــه ،
وبآخــــــــــــــــر بدافع من إرادته وغــــــــــــــــيره لتحقيق شهوته ،
ولآخــــــــــــــر ليرتاح من غضبه وشدة حنقـــــــه ،
فمتي يثبت الذهـــــن في الأمور التي تخصــــــه وتهدأ ذاته وما يتشتت نحو اشياء كـــثيرة ،
ليصير واحداً مع الواحد ، ويصعد ثمـــاراً روحــــانية تريح إرادة الله .
86 ـ كما أن الوجوه متمايزة كذالك الإرادات والضمائر وأيضـاً الأغــــراض والعادات والخصائص ،
وفي كل موضـــــــــــع يلاقي الضمير ضمائر متعدده مختلفه المشيئات والأغراض والعادات ،
فإن كان يريــــــــــــــد أن يجاور قريبه بسلام معه فيلزم أن يكون مثله ،
وفي سبيل ذلك يكون الحب رياء ، فهذا هو طريق ثبات سـلام القـــلب .
لهــــــــــذا فليكـــــــن السكون مفضلاً عندنــــا أعظم من جميع الفضائل ، لانه ينجينا من سائر الشرور ،
فلنهرب للسكون يا إخوتي لنخلص من وخز النيـــة ونؤهل لتجـــــديد الضــــــــمير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق