الأربعاء، 27 مارس 2013

الهذيد وإتحاد العقل بالله ـ ميامر مار اسحق ( الميمر 25 ) ـ الجزء الثانى .


                        الميمر الخامس والعشرون ( 11 ) 

                            فى ترتيب السكون
 

الهذيد و إتحاد العقل بالله 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصلاة الحارة :

بدء الصلاة الحارة إنما يكـــون من الحــرارة الطبيعيـة ( أي الحماس الإرادي ) .
وإذا امتزجت الصلوات مع القراءة الدائمة بإفراز فهذا يوصلنا إلي هذيذ العقل .
ومن الهذيذ الروحاني الذي للعقل يتولد فينا جمع الفكر
ومن جمــع الفكــــــر يتولد الانعتاق من الطياشــــــــة ،
ومن الانعتاق تتولد فينا الصلاة الخفية و مفاوضة العقل .

إتحاد العقل بالله :

  + إذا مــــــــــــــــــا حفظت واجبات الســـــــكون بتغصب و انجــذاب ( أي بشوق )
     مع التربية بالنعمة و بإرشــــــــاد الأب الروحاني مــــــــدة مــــن الزمـــــــــــــان
    فإنه تمحي من القلب الصور و الأشكال و التذكارات المضادة لســيرة الســــــكون 
    و تصطبــــــغ النفـــــــــس بالفضـــــــــائل الكبــــــــار الأســـاســية التــي هي :
    السلام ،الاتضاع ،الهدوء ،المحبة ،الطيبة ( أي الوداعة )، الفرح ،العزاء الروحانى ,

    و هذه الفضائل هــــي التــي تطبــــــع في النفـــــــــس الصـلاة الروحانية
                       و منها جميعاـــً يؤهل ـ بالرحمة ـ إلي إتحاد العقـل باللــــــه .

    وهذا يكـــــــون بالإحســــــــاس الداخـــــــلي في العقـــــــــــــــــــــل .
    و من هــــــذه الحال فبواسطة إيمان النفس و المعرفة التامة بالرجــاء ،
    يجــــــــــــــود  ( الله ) علينا بإنعام يفوق الطبيعة ،و هو عربون حريتنـا  ،
   التي هـــــــي دالة وثيقـــة البنـــوة و التي يشـــعر بهــــــا الضمــــير .
   

صلاة الحب الإلهي :

+ صـــــــــلاة الحـــب الإلهــــي هي ســكون العقل الذي انطبع الله فيه .
                  و يلهــــج العقـــل بهذا الإحساس الإلهي خفيـة و بلا فتـور .
   إن درجـــة الحـــب الإلهــــي هـــــي أرفـــــــــع مــــــن الصــــــــــلاة ،
   و لكن من دون :
     الصــــــــــلاة و التضـــرع الدائــــم و الدمـــــوع الحزينـــة
   و اشتياق القلب مع السهر و أعمال النسك لا ينجح  ( المتوحد  ).

حفظ الوصايا  :

+ الراهــــــــــــب الـــــــــــذي في زمــــــــان الطاعة و الخضوع
                                        يختار لنفســـه الراحة  و الحـــرية ( أي عدم الطاعـــــة )
                                        فإنه في زمــان الراحة الحقيقيـــة ( أي في الأبديـــــــة )
                                        بالعــــــــــــــدل يبكي و يجوع و يشقي بالندم و يضنـي .

+ الراهـــــــــــب الـــــــــذي
                                     في زمان الحصاد و الفرح الشامل يملك عليه الندم و الكآبـة ،
    فهو شاهد علي ذاته إنه في أوان الــــزرع و الخضـوع و العمـــــل لم يغصـــب نفســه 
   لأن يحتمــــل و يصـــــــبر على حـــدة البــــرد و الجليــــــد
   ليشـــــق بالمحــــــــراس خطوطاً عميقة في أرض قلبه و يطمر فيها زرع خبز الحياة .
    هـــــــــــــــــــــــــــو الآن يشقي بالجوع في وقت الحصاد .
  
+ أعمــــــال التـــوبة و الصـــلوات و الدمـــوع باتضــــاع و إنســـحاق القــلب
   لا تقـــــلع فقــــــط الآلام و الخطـــايا من النفــــــس بل تقيمها من الموت .
  حفـــــــظ الحـواس يقطع الخطــايا ،

  و حفــــظ القـــلب يقطع الشـهوات التي هي الآبــــاء و الـــدي الخطــــــايا .

+ الراهـــــــــــب الـــــــــذي يحــــارب مقـــابل الآلامبتنفيذ الوصايا
                                       لكي يقطـــــعها مـــــن القــــــــلب ،
   فالنعمـــــــــــــــــــــــــــــة لا تهــــدأ عن مســــاعدته خفيــــة .

+ اجمـــع عقــلك بالقـــراءة بإفـــــراز و عنـــــدئذ قـــم للصــــلاة .
   في وقــــــــت الصـــــــلاة  و جــه نظـــــرك إلي الإنجيــــــــــل ،
                                  و انظــــــــر إلي الصــــــــــــــليب و المســــامير  و الحـــــربة
                                  و أحــــزان تنهـــــــد و أبـــــــــــــك و انصبت للجمـوع الصارخة :
                                    اصلبــــــــــــــــــــه اصلبــــــــــه ، 
  و تعجب من مخلص الكل
  كيف يصرخ بشكل صلاة : يا الله لا تحسب عليهم هـذه الخطية ،
   و تشـبه به بكل قدرتك ، ثـــــم أبــــــــدأ بالصـــــلاة و الدمـــوع .

+ فكـــر المتوحـــــد هــو المســــــــــــــــــــــــــــــــــــيح ،
  و إيمـــــــــــــــــانه هــو رجــــــــــــاء المواعيــــــــــــــد ،
  و علامة الحــب له  هــو حفــــــــــظ و صـــــــــــــــــــاياه ،
  و عمـــــــــــــــــــــــــله الجهــــــــــاد  مقابـــــــــل الآلام ،
  و غلبتــــــــــــــــــــــــه  استئصــــال ذكــــر هــــذا العـالم .
                                و تميــــــــيزه لمجـــد العالم الجـديد 
                                و الفـــــــــلك الذي تدخل إليه النفس
  و تحل  (فيه) هــــــــو نـــــــــــــــــور انعــــدام التـــألم ( الشــــــــــهوات ) ،
  وترديدات قلبــــــــــــه بســــــــــاطة معرفة الصيادين ( أي الآباء الرسل ) .

العزاء الخفي :
+ الاتكال على البشر يمنع تماماً الاتكال على المسيح .
   العـــــــــــزاء الظاهر يمنع العزاء الخفي ( أي الإلهي ) .

  و ( كــــذلك ) الاهتـــمام  ( يمنـــــع ) الاهتمــــــــام ،
  وذكر ( العالميات يمنع  )   ذكـــــــــر  ( السمائيات )
  و الفــــــــــــــــــــــــــرح   يبطــــل الفــــــــــــــــرح .


  و هكــــــــــــــذا فبقدر ما يكـون الراهــــــــــب منفــرداً في وحشـــــه
  فــــــــــــــــــإنه يُخـــــدم مـــن العناية الإلهية و الملائكة و القديسين .


+اهتم بملاحظة التغيير الذي يحدث في أوقــــات الصـــــــلاة ،
  أتدنـــــو إلينـــا الملائكة القديســــين أم الشياطين الأجناس
                     و المنفعـــــــــــــــــــة و الخســـارة منهـــــم .
       
 كن حقيراً مـــزدري في عيني نفسك أكثر من الكل 
                           فيكــون رجـــــاءك عظيـــم بالله .

+ محاســن الصــلاة ( أي الفضـــائل التي تكتســـب من الصــــلاة ) هي :
  التغصب و الصبر و الاحتمال و طول الروح و التجلد ، فلا تقطع الرجاء منها .

+ الصـــــــــلاة هي صـــــراخ العقـــــل لا إراديـــــاً من حرقـــة القــــــلب .

10 ـ تعاليـــــــــــــــــــــــــــم

11 ـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق