مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الخميس، 28 مارس 2013

ميامر مار اسحق ـ الجزء الثانى ـ الميمرالرابع والعشرون ( موضوعات ) ـ عظم منزلة الاتضاع .

الميمر الرابع و العشرون

عظم منــزلة الاتضــاع
وإرتفاع درجته عند الله



التواضع هو الله :
+أريد يا أخوتي أن أفتح فمي وأتكلم مخبراً عن الاتضــــاع الشـــريف ،
                     ولكني خائف كمثــل من يريــد أن يتكلـــم عــــن الله ،
  لأن التواضـــع هو حلة اللاهوت التي لبســها الكلمـــــة الأزلــــــي
                     عندما تجسد ، وتكلم معنـــــا
                    بواسطة الجسد الذي أخذه منا .

  وكل من يرتديها فقـــد تشـــــبه حقــــــــــاً بالذي نزل عن ارتفاعه
                      وأخفي شعـــــاع عظمتــــه 
                      وحجب شرف مجده حتـى لا تُفني الخليقة بمنظره .

  لأن الخليقة ليـــس لهـــا القــــدرة على النظـــر إليـــه،
                  إن لم يكــــــن لــــــــه ذلك الشــــــــــيء
                  الذي أخذه ( أي الجسد ) وبه تكلم معنــا ،
  لأننا لا نقدر أن نسمع فمه (إذا تكلم معنا ) وجهاً لوجه ،
  هذا الــذي لم يقدر بني إسرائيل أن يســـمعوا صـوته ،
                 عندما تكلم معهم من الغمام ،
  فكيـــــــف تستطيع الخليقة الآن أن تحتمــــــل نظـره ،
                 فلذلك قالوا لموسي :
                 هو يتكلم معك وأنـت تسـمعنــــا ألفاظـه ،
                 ولا يتكلم هـو معنا لئلا نمــوت (خر 20 : 19 ) ،
 وكــــــــــان هذا المنظــــــــر مخوفــــــــاً جــــــــــــداً ،
                 حتى إن الذي كان وسيطاً ( أي موسي )
                 قال إني خائــف ومرتجــــف ( عب 12 : 21 )  ،

  لأنـــــــه لما ظهر شعاع مجده علي طور سيناء كان كله يدخن ،
              وتزلــــــــزل بســــــــبب استعلام ظهــــــوره عليـــــه ،
  حتى إن الوحوش لما دنت من أطــــراف الجبــــل كانت تُنفــق ،
  وبأمـــــر موســي أســــــتعد جميـــــــــع بنــــــي إســـــرائيل،
              وطهــــــر كل واحـــد منــــــه نفســـه ثـــلاثة أيــــام ، 
 لكــــــي يؤهـــــل لســــــماع كــلام اللـــه ولنظر اســــتعلانه ،
 ولما حان الوقت ما استطاعوا أن
             يحتملـــوا نظر نــوره و ســـماع شـــدة صــوت رعــده .

و الآن أفاض إنعامـــــــه عـــــلي العالــــــــــم بمجيئـــــــــــــه
              بلا صـــــــوت ولا نار ولا صــــــراخ شــــــديد مرعـب، 
              بل نزل كالمطر على جزة الحملان ،(مز 71 قبطي 72 :6 (
              وكالنــــــــدى المنحــدر بهــــــدوء عـــــلى الأرض ،

  لأنـــــــه أراد أن يتكلم بزي أخر إي أخفي عظمتـــه بحجــاب الجســـد ،
              الذي نســجه خفيــة في بطــن العــذراء والــدة الإلـه مــــريم
              لكي منــــا وبنــــا يتكلــــم معنـــــا ،
              حتى إذا رأينا أن المتكلم معنا من جنسنا لا  نرتعب من رؤيته ،
  ولأ جـــل هـــذه فكــــل مــن يرتــدي هــذه الحُـــلة ( أي التواضــــــع )
              التي بها ظهر خالقنا بالجسد الذي لبسه فهو يلبس المسيح ،
             لأنه على شبهـه الذي ظهر به لخليقتـه وتصــرف به معهــــم ،
 لقــــــــد اشتهي أن يلبس هذا على إنسانه الداخلي وبه يظهر لرفاقه ،
             وعـوض لبُـاس الكرامــة والمجــد الظاهــري تـــزين بالاتضـــاع ،
 لهـــــــذا فكــل مـن تنظــره الخليقـــة ــ سـواء الصامتـــة أو الناطقــــة ــ
             لابســـاً هـــذا الشــــبه
 فإنهـــم يسجدون له كمثل الرب
 و ذلـــك لأجـل كرامــة سـيدهم ،
            لأنهم نظـــروه قــد لبـــس هــذا وتصـــــرف بـه في العـــــالم .

 أي من الخليقة الذي لا يستحي من نظـر المتواضـــع !؟ .

 إلي الوقت الذي ظهـــر فيه مجـــد التواضــــــــع الممـلــوء من القداســـــة ،
               كان محتقراً من كل أحد،والآن لما ظهرت عظمته أمام العالم كله،
                فكل أحد يوقــر ويكـــرم هـذا الشــبه في أي موضــــع ينظـــره ،
                لأن بهذه الواسـطة استحقت الخليقـة أن تعاين منظـر خالقهــا ،
 و من أجل هذا أيضاً  ، فهــــو ليــــس مـــــرذولاً  ولا مــن أعـــــداء الحــــق ،
               ولو كان لابسه أحقر كل الناس .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق