مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الخميس، 28 مارس 2013

التواضع ـ ميامر مار اسحق ( الميمر 24 ) ـ الجزء الثانى

 الميمر الرابع والعشرون ( 3 )
عظم منزلة الاتضاع
وإرتفاع درجته عند الله

التواضع :
ما هو التواضع ؟ :
             و الآن بعد أن وصفنا عظم كرامة الاتضــاع عند الله و القــوة الكامنــة فيــــه ، 
              نظهر ما هو التواضع ، وفي أي وقت يؤهل له الإنسان ويقبله كاملاً كما هو .

و نوضح أيضاً :الفرق بين المتضع بالوجه ( أي بالظاهر )
                  و مـن إستحق الاتضــــاع الحقيقــــــي .

الاتضاع هو :
              قوة سرية يقبلها كل القديسين الكاملين بعد إكمال كل الفضائل
و لا تعطى هذه القوة 
              الا للذين كملوا كل تدبير الفضيلة في ذواتهم بقوة النعمة 
              و على قدرة الطبع .

لذلـــــــك .أنها فضيلة جامعة لكل الفضائل ،
لهــــــــــذا ينبغي علينا أن لا نحسب أي إنسان متضعاً كيفما اتفق ،
               بل الذين أهلوا لهذه الرتبة التي ذكرناها .

المتواضع :
           ليس كل من هو هادئ  بطبعة  هادئ  ،مسكين وديع مسالم 
           قد بلغ درجة الاتضاع ،بـــــــل 
المتواضع الحقيقي هو :
                    الذي له في نفسه شيء مخفي يستحق الارتفاع
                    لكنه لا يتعظم بل هو في أفكاره كالتراب و الرماد .

و لا يدعى متواضعاً الذي يذكر زلاته و خطاياه لكي يتواضع إذا ما ذكرها و ينسحق قلبه
                      و ينحط عن نزعات الكبرياء ،ـ وإن كان هــذا الأمــــر ممدوحــــاً جــــداـً  
                      و لكن مازال له فكر العظمـة ولم يتقن الاتضاع  بعد بل يحاول الدنو منه ،
و إن كان حسبما قلت هذا ممدوح ، لكنه ما اقتنــــاه إلي الآن بل يســـعى في طلبـــه ،
                           

أما المتواضـــــــع على الوجه الأكمل فهو
                      غير المحتاج لمحاولة أن يكون في فكره أسباباً لكي يتواضع ،
بل هو قد أكمل جميـــع هـذه فاقتنــاه طبيعـــــة له يمارســــــه دون جهـــــد .

التواضـع هـــو : موهبة عظيمــة ليـس في الخليقـة كلها كفـاءة لها ،
لكن المتواضـع  قد اقتنــــــــــاه طبيعــــــــــة فـــــــي داخــــــــــله ،
                   و يكون في عيني نفسه مثل خاطئ و حقير ومرذول ،
 ( لذا فرغم أنه )  عالــــــــــــــــــم بكــل أسـرار الطبـائع الروحانية
                    و كامل في الحكمة التي لكل الخليقة و يعرف هذا حقاً  ( إلا أنه يكون ) ،
عند ذاته كمثل من لا يعرف شيئاً ،و هذا لا يكون بالتحايل بل بغير تغصب من كل قلبه .

 هل يمكن أن يكون إنسان على هذا النحو ؟! أيستطيع الطبـــع أن يغـــتير ذاته هكــــذا ؟!
 لذا لا تشــك أنه قد نــال قــــوة ســـرية ،و هي التي كملته في جميع الفضائل بلا جهد .

هــــذه هي القــــــوة التي قبلها الرسل القديسين على شكل النار ،
و لأجـــــــل هــــــــذا أوصاهم ســـيدنا ألا يبتعــدوا عن أورشــــليم
                             حتى يقبلوا القوة من العلاء الذي هو البارقليط
                            الذي تفســيره روح العناء ( أع 1 : 4 ، 2 :3 ) ،
و هو روح الاستعلان  ،هذا هــو الــذي ســطر عنـــــه في الكـــتب
                            إن الأســـرار تنكشــــــف للمتواضعــــــــــين ،
 أعنــــــــــــي أن     روح الاســـتعلان و مظهــــــــر الأســــــــــرار
                            يؤهـــل المتواضعــــين لأن يقبـــلوه داخلهــم . 


ولأجل هذا قال أحد القديسين :
                                      إن الاتضاع يكمل النفس بالمناظر الإلهية .
و لهذا لا يجسر أحد أن يظن من جهة نفسه
                                     أنـــــــــه قد أدرك و وصــل إلي منزلة التواضــع في ذاتــــه
                                     بســــبب فكر واحد يأتيه في وقــت ما على سبيل النــدم ،
                                    أو بسبب ســــــكب عينيــــــه قليـــــلاً مـــن الدمـــــــــوع ،
                                    أو من أجل حسنة واحدة في طباعه اقتناها بتغصب و قسر
فــــــذلك لا يظـــــــــن أنـــه :
                                  نال ما هو جامع كل الفضائل ( أي التواضع ) بهذه وحدها  ،
                                 و أنه اقتناه بهذه الأعمال القليلة .

لكن إذا كان أحد قـــد غــــــــلب جميع الأرواح المضادة
لم يفتــــــــــــه عمل واحد مـــن جميع أعمال الفضـائل
بل من أجل كل واحد منهــا تعب و غلب وهدم كل الحصون الشامخة ،
ثم شعر بعد ذلك في نفسه بالـــروح أنه قــــد قبـــل هذه الموهبـــــة ،
                                      لأن الروح يشهد لروحه حسب قول الرسول ( رو 8 : 16 )
فهــــذا هو منتهـــي الاتضاع ،
                               و طوبي لمن اقتناه لأنه في كل وقت يحتضن صدر يسوع .

و إن ســــأل إنســـــان :
                                 ماذا أصنع  ،و كيف اقتنيه و بأي وسيلة استحق أن أناله ؟
هوذا أنا اغصب نفسي ، و إذا أظن أني قد اقتنيته احس بحركات كـــبرياء مضـــادة
                                 تجــول في قلبــي ،و لهـــذا أنا واقــع في قطـــع الرجــــاء ؟ .

ومن يسأل هكذا ، نجيبه :
                 إنه ينبغي للتلميذ أن يكون مثل معلمه و العبد مثل سيده ( مت 10 : 25 )
 فانظر الذي أمر بهذا  ، و هـــو المــانح إيـــــاه كيــــف كــان له ،  ثم تشــتبه أنـت بـــه ،
و انك تجده يقـــــــول : يأتـــــــــــي أركـــــــــــــــــــون ( أي رئيس )
                                هذا العالم و ليس له في شيء ( يو 14 : 30 )
 انظــــــــــــــــــــــــر  : كيف بكمال كل الفضائل يقتني الاتضـــــــــاع.

 تشبه بالذي أمر به :
                            " إن للثعالب جحور و لطيور السماء أوكار
                            و ابن البشر ليس له موضع يسند رأسه " 
( مت 8 : 20 )

 الـــــذي لـــــــه المجـــــــد
 من جميع الكاملين الذين تقدسوا و تكملوا بالأسرار ،
 مع الأب مرسله و روحه القدوس ،
الآن و كل أوان و الي الأبد ، 
أمين .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق