الاثنين، 15 أبريل 2013

لا تطلب الراحة : ميامر مار اسحق ( الميمر 11 ) ـ الجزء الثانى .

الميمر الحادى عشر ( 4 )

لا تطلب الراحة :
ليس شيء أقـــــوى من أن تقطع من الفكر الرجــــاء في الحياة الجسـدية ،
فهــــــــــذا لا يغلب من شيء من المحاربات سواء كانت يمينية أم شمالية ،

لأنـــــه إذا قطع الإنسان من فكره الرجاء من الحياة ،
 فلا يكــون أشــجع منه ولا لبيــــــــــــــــــب مثله  ،
ولا يقــــدر عـــــــــــــدو أن يواجـــــــــــــــهه أبدا ،ً ولا يضعف فكره خير أي ضيقة ،
لأن كـــــل ضيقــــــــــة هــــــي دون المـــــــــــــــــوت ،
وهو قــــد سلم نفسه الموت في كل أمر وفي كل فعل .

في كل وقـــــــت وفي كل أمـــــــــر تــريد أن تفعـــــله
 ضـــــــــع في فكـــــــرك انتظــــــــار التعـب و الشـقاء ،
 وهكذا توجد في كل وقت ليس فقط لبيبا وغير متململ
 بل تجســــــر على كل صعـــــــــوبة تحــــــــــــــــدث ،
وبسبب شجاعة أفكــــارك يهـــرب منـــك كل فكـــــــر
والتهــــاون والجبن  ، الذي يتولد في الإنسان عــــادة
إذا ما كانـــــــــــــت أفكــــــــــــــاره تنتظــــر الراحـــة ،

 أما أنت فحتى جميع الصعوبات والمضايقات التي تصادفك
 فإنــــك تراهـــــــــا ســــــــهلة هينــــــــة .
وكم من مرة ستجد الأمـــور المعاكســـــة لك لا تعارضك
 بل موافقة للشيء الــــــذي ترجــــــــوه .

إعلم أن التطلع إلي الراحـــــــــــة
يفقــــد النــــــــاس خيرات كثيرة و أفكــــار فاضـــــــلة ،
 إذ حتى الذين يتدبرون في العالم بالأمــور الجســـدية ،
 لا يبلغــــــــون إلي تحقيـــــــــــق إرادتــــــــــــــــــهم
إلا بعد أن يقروا في أفكارهــــــم أن يحتملوا الصعــوبات .

إن التجربة تشــهد على هذا ، ولا حــاجة إلي الإقناع بالكــــلام ،
    ففـــي ســــائر الأجيـــال الســــابقة وإلي يومنــــــا هـــــذا
ليس شيء آخــــــر مــن أجـــــــله يـــتتراخى النـــــــــــــــاس
ويفقــــدون الظفـر والغلبـة ويتهـــــــــــــاونـــــــــون بالأعمال الفاضلة
ويكونــــــــوا قاصــــــــــرين عــــــــن دخــــــــــــول ملكوت السموات
إلا بالتطلـــع للراحة القريبة النــــذرة ( أي التـــــــي لا قيمـــــة لهــا )
وليــــــــــس هذا فقــــــط بل إن هــذا التطــــلع في أكـثر الأوقــــات
 يسبب لهم تجارب صعبة وأمــــــوراً مؤلمـــة هــــذا يحــدث لســائر 
 مـــــــــــن يضـــــــــــــع قصده وفكره في هذا الأمر ( أي الراحـــة )
واليه يصوب إرادتـــــــــه
لأن الــذي يحـــــــــــرك هذا الشــــــــــــيء هـــــو إرادة الشهوة ،

ولعل الطــــائر أيضاً لطلبــــــه الراحــة يدنـو من الفـــخ ،
فهل معرفتنا أنقص من معرفة الطائر الـــــــذي يرى أن
 يســــــــتتر في مواضــــع وجـــروف مخفيــة بعيــــدة عن الحركة والعمران ،
لأن الشيطان هو أيضاً عادته منذ البدء أن يصيدنا بخـــــداع وطمـــع الراحــــة .

لهذا قلــــــــــت إنه ينبغي لنا في كل وقت أن نضع الضيقة في فكـــــــــــرنا
 في كل أمــــر نريد أن نفعـله في الطريق التي توصل إلي ســــــــــــــــيدنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق