كيف تبدأ الصلاة :
إذا شئت الوقوف في السهر في خدمتك (أي صلاتك) أعمل ــ بمعونة الله ــ ما أقوله لك :
أجثو بركبتيك ، ثم قف ، و لا تسرع إلي خدمتك ،
بل عند بدء صلاتك ،
صلب علي قلبك و علي أعضائك ، و أرشهما برسم
الصليب المحيي ،
و قف مقدار لحظة صامتاً إلي أن تستريح حواسك ،
و تسكن حركاتك ،
و عد
ذلك أرفـــــــــــع نظرك الداخـــلي إلي الـــــــــــــــــــــــــــــــــــرب
و أطلب منه بحـــــــــــــــــــزن
ليقوي ضعفك حســب مشيئته ،
ثم حرك لسانك و خلجــات قلبـك بتــــــــــــلاوة المزامـــــــــــــير .
قل بهدوء بصلاة قلبية :
ياربـي و الهــي المدبر خليقته ، العارف بضعف طبيعتنا و آلامنـــــــــــا ، و قساوة عدونـا ،
نجي أنت يـارب من شــــــــره ، لان قوته شديدة ، و طبيعتنا ضعيفة و قوتنا متراخيـة .
أنت الآن أيها الصالح العارف بضعفنـــا و حامــــل
عجــــــزنا ،
خلصني مــــــــــــن سجس الأفكــار و من صعـــوبة الآلام ،
و أهلني لهذه الخدمة المقدسة لئلا يفسد مذاقها
بآلامي ( بشهواتي )
و أوجد قدامك متجاسراَ .
كيف نصلي :
ينبغـــــي علينـــا أن نســـــلك بكل حريـــــــــــة في خدمتنــا ( أي
صـــلاتنا )
بعيداً عن كل فكـــــــر متقلقل و عن الرأي الجـــــــــــــــاهل ،
فإن
رئينــــــــــــا أن ليــــــــس فســــــــــــــــحة من الوقــــــــــــــــــــــــــــــت،
و إن أنــــــــت : أخذت في خدمتك ، و وسوس لك فكــــــــــر ما ،
فبــــادر عاجــــــلاً بالعمل لتتخلـص منــه سريعاً ،
أحــــــــــــــذر : لا تسجس نفسك ، وإن أنت اضطربت و قلقت ،
فأرجع في الحال إلي خلــف مرمـيت أو أكـــثر ،
و كل أستيخن : يحمـــس للصـــلاة أتلـــوه دفعات كثيرة
بتفهم .
و إن عــــــــــاد و أزعجك فكــر ما و أشـتد عليك ، فأتــــرك تلاوة المزامير و أجثو مصلياً ،
و قـــــــــــــل : أنا لا أريد تلاوة العديد من الألفاظ ، و لكن أشاء أن أصلى لله المبــارك ،
لأني أريد أن أصل إلي المنزل بأي طريق يؤدي إليه
،
لان ذاك الشعب الذي صــــاغ العجــــل في البــــــــرية داروا أربعــين سنة تائهـــــــين
يصعدون جبال و ينزلون أودية و لم ينظروا أرض الميعاد و لا من
بعد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق