الميمر الثامن ( 8 )
في مقاصد
أخرى من أنواع المعرفة .
المعرفة إذا
مــــــا كانت مرتبطة بالمنظـــــــــــورات و
تدركها بالحواس فإنهـــا
تدعي طبيعيـــة
،
أما إذا كانت مرتبطة بالقوات
المعقولة ( أي الروحانية ) وبالطبائع غير المتجسمة
فإنها تدعى معرفة روحانية لأنها تدرك بالروح و ليس بالحواس ؛
و هاتان الحالتان يكــون تولدهمــا و فهمهــا من خارج النفس .
أما إذا كانت المعرفة عن
الأزليــــــــة ( أي الله ) فهي تدعــى فــوق الطبـــع
و هى ليست معرفة لأنها أعـــــلا من كل
معرفة ،
و النفـــس لا تقبـــــل
الثاؤريـــــــا عليهــــــــــــــــا
و التصور بها من مادة خارج منها مثل
الأولى ، بل تدخل معهـــا مـادة ،
فهــي نعمــة تظهـــــر في داخــل
النفـــس بغتــــة دون انتظـــــــــار ،
لأن ملكوت السماء داخلنا و لا نتوقعه في مكان و لا
يأتي بمراقبــــة ،
حسب قول سيدنا ( لو 17 : 20 ،21 )بل داخلياً يتصور خفية في العقل ،
إنه يظهر بغير علة و لا سبب و لا هذيذ
نحوها ، لأن مادة العقل ليست هي مكانه .
المعرفة الأولي تكون
من التعليم الدائم و
الحرص على اقتناء الحكمة ( أي العلم ) ،
أمـــــــا الثانية فمـــــــن السيرة
الصالحة و إيمان العقل ،
أمــــــا الثالثة هذه
فهي من الإيمـــــــان فقط
لأن هنا ( أي عندما يعمل الإيمان )
تبطل المعرفة و تحد أعمالها ، وتكون بغير حاجة لاستعمال
الحواس .
و كلمــــــــا تنــزل المعــرفة
عن هـــذا الحــد تثقـــل النفـــس ،
و إذا ما زاد نزولها ثقلــت
أكثر و تصـل الأرض و الي الأرضيـــات .
و المعرفة هي : سيدة
كل شيء ، و بدونها تتعطل كل الأشــياء و تبطـــــــل ،
و إذا ما رفعت النفس نظرها إلي فــــوق
و بسطت عيون حركاتها إلي السمائيات
و اشــتاقت لــــذلك الشـــيء الـــــذي ،
لا
يبصــــــــــــر بأعـــــــــين الجســـــد
و لا للحـــــــــــم سلطــــــــان عليــــــــه ،
عند ذلـــــــــك بالإيمان يقوم كل شيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق