الثلاثاء، 30 أبريل 2013

تميز الأفكار ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع ) ـ الجزء الثانى .


الميمر الرابع ( 11 )
تميز الأفكار :
سؤال : كيف أعرف
              الفكر  الذي من اللـــــــــــه 
            و الفكر  الذي من الطبــــــــع ،
            و الفكر  الذي من الشيطان ؟

الإجابة : يا أخي سؤالك هذا مقداره عظيـــم .
           إن لم تنظـــــــــف العــــين الجوانيــة ( أي البطنيــــــة ) بالعـــرق الكثــــــير ، 
                لا تتمكن من إفراز هذه،و هنا تهزأ بك الشياطين ،و تضل عندما تصدقهم
           لأنهم يغيـــــــرون أشكال الأمور كما يريدون سيما عند ذوي المعرفة بحيلهم 
 أقطع مشيئتك لله و قل في سائر الأمور : ليس كما أشـــاء أنا بل كما تشـــاء أنـــت .
 و هو يعمــل معـك كمشـــــــــــــــــيئتــه . توكل علي الرب وهو  يعطيك طلبات قلبك .

أسمع يا أبنى التمايز بين الأفكار التي سلف ذكرها :
                         متى عرض علي الفكر فعل شــــيء حســـب مشيئة الله
                        و يجد في الأمــر فرحاً و لا يضاده حزن ، فاعلــــم انه من الله ،
                        و صارع لتثبت كما ثبت بولس القائل :
" إني اخضع جسدي و استعبده لئلا أكون قد أنذرت
   و كرزت  لقوم آخرين وأكون أنا متهاونا غير محنك " 1 ) كو 9 : 27 ) ،
 و تمم مشيئة الله  .

        فإن عــــرض لك فكــــــــــــــر طبيعـــي فأجحـــده ،
        و جحده هو أن تترك عنــــــك المشيئات الطبيعية ،
لان بهذا افتــــــــخر القديس بطرس قائـــــــــــــــــــــــــلاً :
                      " ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك " ( مت 19 : 27 )
 لأنه ماذا ترك و هو لم يكـــن غنيـــاً ، لم يترك إلا مشيئاته الطبيعية و عنها تحدث .

             و كمـا لا تثبت     مع المـــــــــــــــــــيت مشيئاته الطبيعية بالمرة  ،
             هكذا لا تثبت أيضاً مع من أمات جسـده روحيـــــــــــــــــــاً .

   فإن كنـت قد مـــــــــت بالجســـــد   فكيف تحيــــــــا فيك الأشــــياء الطبيعيــــة ،
  و إن كنـت لســــــــــــــت بعـــــــــــد  مــــــــــــــــــــن ذوي المـــنزلة الروحيـــــــة
   بل أنــت صبي و طفل في  عقـلك  فتذلل لمعلمــــــــــك ليؤدبـــك برحمتـــــــه ،
    و بـــــلا مشــــــورة لا تعمل شيئاً  و لـــو ظننـــــــت انه جيـــــــــــــــــــــــــــــد.

لأنه ضيــاء الشــياطين يصير فيمـــا بعد ظلمــة.

و أفكـــار الأبالســة هــي أولاً متخبطــة   و ممـــــلوءة حــــــــــــــــزناً
و تجذب و تســـرق خفية إلي الـــــــوراء ، وهي تلبس لباس الخراف ،
 أعنـــــــــــــــــــي يحركون أفكـار صالحــة و هي من داخـل ذئاب خاطفــــة ،
و مثال ذلك أنهم يخطفون بأقوال صالحة ظاهرياً ،و يخدعون القلوب الساذجة ،
فمهمـــــــا سمعته أو عـرض بفكــرك و نظــرته متخبطـاً و لو مقـدار شــعرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق