الميمر الرابع ( 11 )
تميز الأفكار :
سؤال : كيف أعرف
سؤال :
الفكر الذي من اللـــــــــــه
و الفكر الذي من الطبــــــــع ،
و الفكر الذي من الشيطان ؟
و الفكر الذي من الشيطان ؟
الإجابة : يا أخي سؤالك هذا مقداره عظيـــم .
إن لم
تنظـــــــــف العــــين الجوانيــة ( أي
البطنيــــــة ) بالعـــرق الكثــــــير ،
لا تتمكن من إفراز هذه،و هنا تهزأ بك الشياطين ،و تضل عندما تصدقهم
لأنهم يغيـــــــرون أشكال الأمور كما يريدون سيما
عند ذوي المعرفة بحيلهم
أقطع مشيئتك لله و قل في سائر الأمور : ليس كما أشـــاء أنا بل كما تشـــاء أنـــت .
و هو يعمــل معـك كمشـــــــــــــــــيئتــه . توكل علي الرب وهو يعطيك طلبات قلبك .
أسمع يا أبنى التمايز بين الأفكار التي سلف
ذكرها :
متى عرض علي الفكر فعل شــــيء حســـب مشيئة الله
و يجد في الأمــر فرحاً و لا يضاده حزن ، فاعلــــم انه من الله ،
و صارع لتثبت كما ثبت بولس
القائل :
" إني اخضع جسدي و استعبده لئلا أكون قد أنذرت
و كرزت
لقوم آخرين وأكون أنا متهاونا غير محنك " 1 ) كو 9 : 27 ) ،
و تمم مشيئة الله .
فإن عــــرض لك فكــــــــــــــر طبيعـــي فأجحـــده ،
و جحده هو أن تترك عنــــــك المشيئات الطبيعية ،
لان بهذا افتــــــــخر القديس بطرس قائـــــــــــــــــــــــــلاً :
" ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك
" ( مت 19 : 27 )
لأنه
ماذا ترك و هو لم يكـــن غنيـــاً ، لم يترك إلا مشيئاته الطبيعية و عنها تحدث .
و كمـا لا تثبت مع المـــــــــــــــــــيت مشيئاته الطبيعية
بالمرة ،
هكذا لا تثبت أيضاً مع من أمات جسـده روحيـــــــــــــــــــاً .
فإن كنـت قد مـــــــــت بالجســـــد فكيف تحيــــــــا فيك الأشــــياء
الطبيعيــــة ،
و إن
كنـت لســــــــــــــت بعـــــــــــد مــــــــــــــــــــن ذوي المـــنزلة الروحيـــــــة
بل أنــت صبي و طفل في عقـلك فتذلل لمعلمــــــــــك ليؤدبـــك برحمتـــــــه ،
و بـــــلا مشــــــورة لا تعمل شيئاً و لـــو ظننـــــــت انه جيـــــــــــــــــــــــــــــد.
لأنه ضيــاء الشــياطين يصير فيمـــا بعد ظلمــة.
و أفكـــار الأبالســة هــي أولاً متخبطــة و ممـــــلوءة
حــــــــــــــــزناً
و تجذب و تســـرق خفية إلي الـــــــوراء ، وهي تلبس لباس
الخراف ،
أعنـــــــــــــــــــي
يحركون أفكـار صالحــة و هي من داخـل ذئاب خاطفــــة ،
و مثال ذلك أنهم يخطفون بأقوال صالحة ظاهرياً
، و يخدعون القلوب الساذجة ،
فمهمـــــــا سمعته أو عـرض بفكــرك و نظــرته متخبطـاً و لو
مقـدار شــعرة
و تحرك ذلـــــك في قلبـك فأعلم انه من الشــــــياطين .
الذهاب الى :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق