مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الأحد، 28 أبريل 2013

عن المعرفة الحقيقية ـ ميامر مار اسحق ( الميمر السادس ) ـ الجزء الثانى .


الميمر السادس (5)
عن المعرفة الحقيقية 


كل شيء محسوس صالح  ،  يصــــدر من الإنسان  ســــواء كان عمـلاً أو قـــولاً  ،
                                     فهـــــــــــــو تعبــــير عما هـو مخـــفي داخــــــله ـ 
هذا إن لم يكن حدوثه عرضاً ، بل يكـــــــــون عمــــــلاً متصــلاً باســــــــــــتمرار ،
                           لأن هذا الأخـــير هـــو ما يعطــى عنــه المكـــافأة ،
                         أما الأول ( أي العارض ) فالمكافأة عنه غير كاملة .

إن قـــوة الإرادة و ضعفهـــــــــا سـواء في عمـــل الشــرور أو الصـــــلاح ،
 ليست من أمر طارئ به تختبر ، بل هو دائم كونه نابع من حرية اختيارها ،
 لأن العارض 
 قد يتســلط على حرية الاختيار ،و إذا ما صادفت الإنسان عوارض جيدة أم رديئة
و هي تحدث    إما للجـــذب و القيــادة إلي الصلاح ، و إما للتجـــربة و الفحـــص  
                و  إما للتضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل  ، و إما للمكــــــــــــــــــافأة .

 و الذي للقيــــادة للصــــلاح      فهـو العارض الجيـد ،
 و الذي للتجــــــــــــــــــربة       يظن انـــــــه رديء ،
 و مــــا للتضليل أو المكافأة       فهما يصاحبان كلا العارض   الجيد أو الرديء ،
 و لا يطرأ عارض ما كيفما اتفق ،
 لأنــه إذا كـــان الأمــر كــــذلك  فلا يحدث للإنسان عارض ، لا جيد و لا رديء .

 المتقــدم إلي الصــــــــــــلاة ، يتــــدبر مـــن إرادة اللـــــــه  ،
فهــــــــي التي تحدد حســب حكمته ،القدر اللازم لمعونتنا  ،
لأنه موجود مدبر يســوس أمــور العــالم ، و مــع كــل منــا حافـــظ لا يفـــوته شـــــيء ،
و كل عارض يحدث فهو على نوع من السياسة من جهة الحافظ ، الذي يأمر به لصيانتنا
و العوارض التي تحدث هي الأربعة أنواع  ( السابق ذكرها ) .

و الصــلاة الحــزينة الناتجـــة من تذكرهــا أمر يدعــو للحـزن ،
                      فإنها تغير أنواع هذه العوارض ، و تبدلهــا إلي ما يليق و يوافق ،
                     فالجيــد تقبــله و تعطيـه ثباتاً ، و الـرديء تغيره لما هو ضـده ،

و لهذا لا تشك في قولي :
                        إن حدوث العوارض ليس كيفما اتفق و من غير سياسة المدبر  ،
                        لأنه إذا كانـت الصــلاة مـــع الـــبر تقــدر أن تغـــير أو تقمـــــع ،
                       لهذا صح أن كل عــارض إنما يكـون حــــدوثه من قبل المـــدبر .

السعيد من أرجع إلي مدبره ( أي الله )
  كل عارض للأمور الخفية غير المكشوفة ،و فحص عن سبب حدوث العوارض .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق