مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الثلاثاء، 30 أبريل 2013

السكوت ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثالث) ـ الجزء الثانى .


الميمر الثالث ( 12 )
الســـــــــكوت

(1) محبة السكوت :
+ فلنحب السكوت أفضل من كل شيء ،
           و هـــــــو يقربك إلي الثمرة التي يعجز اللسان عن تفسيرها ( أي وصفها ) .

+ قبل كل شيء نحن نجــبر أنفســـنا علي السكوت ،
   و حينئـــــذ من السكوت ( الذي نفرضه علي أنفسنا ) يولد فينا ما يقودنا إليه ،
   و ليعطيك الله ان تشعر ما الذي يتولد من السكوت .

  و إذا كنت تبـــدأ بهـــــذا التدبــــــــير ( أي السكوت )
   فأنـــــي لا أســـــــتطيع وصــــــــف
                               النــــــــــور الـــــذي يضــــيء لـــــك منـــــــــه .

  و لا تظن أيها الأخ إن ما قيــــــل عــــــــن ارســــــــانيوس العجيـــب  هـو باطـــل
                       فإنه كـــــــــان يجلس ساكتاً مع الآباء والإخوة الذين يأتون إليه ،
                       و بالســـــكوت كان يودعهـــم ،و كان يعمــل هـذا بإرادته وحده ،
                       و إن كــــــــان في البـــــداية يمــارس هــذا العمل بتكلـــــــــف ،
                      و لكن مــــــــن هــــــــــذا العمــل ينـــــــــال القلب ـ بعد زمــان ـ 
                      لذة تجـــــــــذب الجســــــد ليــــــــــدوم في الســـــــــــــــــكون ،
                      و تتـــــــــــــــولد من هـــذا التــــــــــــــــدبير دمــــــــــوع كثـــــيرة ،
                      و يحـــس القلب بمنظر شيء عجيــب عند تــــــــــلاوة المزامير ،
                      و في وقت يحزن ، و في وقت يتعجــــب ، و يتضـــــع القــــــلب

                      و يكون كالطفــل ، و إذا ما بدأ الصــــــــــــــلاة يسكب الدمـــــوع .

عظيم هو الإنسان الذي يضبط أعضاءه فإنه يقتنى عادات عجيبة داخل نفســـــه .

+ إذا مــــا وضعـــت كل عمل التدابير (الروحية) في ناحية واحدة  ،
            و تضــــــع الســـــــــــــــــــــــــــــكوت في ناحية أخري فالسكوت يرجع أكثر.

+ اذا ما تقدم الانسان فى الســـــــــــــــــكون فهذا أفضل من ارشادات الآباء الكثيرة ،
           لأنه قد ارتفـــــــع فــــــوق هــــــــذه الإرشـادات إذا دنا الى الحـــد الأقصى ،

           و إن كـــــــــــانت إرشــــــــــــــاداتهم تعـــــين عــــلى الســــــــــــــــــــكوت .
+ إذا سكنا مع كثيرين فلن نقدر إلا أن نلتقي بإنسان
   فذاك الذي كان مثل ملاك الله  ارسانيوس ــ الذي أحب السكوت أكثر من كل أحد ــ
   قد تخلـص من لقــاء الآبــــاء و الإخــــوة الذين معه حتى عند ذهــابه إلى الكنيسة

   ـ وإذ رأى ـ ذلك الإنســـان المســــتأهل الكــــــــرامة و كل تطــــــــــــــــويب ــ
              إنه لا يستطيع الإنسان التخلص من هؤلاء ما دام ساكناً قرب الناس ،
   لهـــــــذا فالطــوباوي ارســانيوس  أبعد مســكنه أميـــــالاً كثــــيرة عن الناس
              و عن المتوحــــــــــــدين الذين في تلك المواضــــــــــــــــــــــــــــــع .

و هذا المذهب ( أي المنهج ) تعلمه من النعمة ليكــــــــــون سكـــوته دائمــــاً
و عندما كان يجبر علي فتح بابه لأناس منهم ، فمنظرة فقط كـــــــــان يعزيهم ،
 إمــــــــا الحديث والمفاوضة فكانـت مرفوضــــــــــــــــــــة
و كثيرون انتفعوا برؤيتـــــــه و صاروا متحفظين لأنفسهم
                                 إذ اخـــــــذوا في نمــــــــــــــو غنـــاهم الروحــــاني 

                                  من التعليم الذي قبلــــــــوه من منظــر الطـــوباوي .

(3) التمسك بالسكوت :
+ الــذي يحب المفوضة مع المســيح يحـــــب أن يكـــون وحـــــــده ،
  و الذي يحب أن يكون دوماً مع كثيرين فهـــــــــو محب لهذا العالم .

+ إن كنت تحب التوبــــة ، فينبغي عليك أن تحـــــــــــب الســـــــكوت ،
   فبدونه لا تتم  التوبــــة ، و ان لاججك أحد في هذا فلا تلاججه أنت .

+ إن كنت تحب السكوت الذي هو أبو التوبة ،
            فلتحب بلذة الخسارة التي تلحق بالجسد و اللوم والظلم الذي يقـع عليـك ،
           و من غير هذا لا تستطيع أن تعيش بالحرية بلا سجس ،لأنك إن تهاونت بهذه
          ( أي بالخسارة الجسدية ) فإنك تقتني السكـــوت الذي حســب  إرادة الله .

+ الذي يحب السكوت هو الذي ينتظر الموت دائماً  ،
   ومن غير هذا لا يقدر أن يدوم في الســـــــكوت .

   و أعرف يا من له تمييز :
   إننا نحن السكان في الوحــــــدة بمفـــــردنا في الهدوء والحبس
   لا نعمل هذا من أجل ممارســـة التعــب الكثـير و القــــــــــوانين
  فمعروف أن الخلطة مع كثيرين هي التي تدفع إلي التعب ليظل الجسد حريصــاً ،
  و لــــو كانـت الضــــرورة هي من اجــــــل هذا ( أي طــــلب التعـــب وحـــــــــده) ،
  ما كان هناك أناس صـالحين ، و آباء قديسـون تركوا الحديث و الخلطة مع النـــاس ،
  و منهم من سكنوا المقابر ، وآخرون في المغائر والجحور ،
  حيث كانوا يختارون الوحدة ،   
  هذه التي تزيد من ارتخــــــاء الجســد  و ضعف همتــه في إتمـام القـوانين ،
  مع كــــــل ضعــف و استرخاء الجســد  و شدة الأمراض التي تلحقهـــــــم
  كانوا بلذة يصبرون و يدومــــــــــــــــــون  كل أيـــــــــــــــــــــــام حياتهــــــــم ،
  حتى كان فيهــم أناس :
     لا يقـدرون حتى ولا على القيام على أرجــلهم ،
   و لا يقدمون حتى الصــــــــــــــلاة المعتـــــــــــادة ،
   و لا يقـــوون حتى علي تســبيح الله بأفواههــم ،
   و لا مــزمور واحد مما اعتادوا أن يفعلوه بالجســد ،
 و علي ما هم فيه من هذا الضعف احكموا الســكوت وفضــلوه عن القـوانين ،
 وعلي هذا المنوال جازوا كل أيام حياتهم ، هذا الذي يظـن به انه عمل باطل ،
 أمــــا هــــــــــم فما كانوا يرغبــون ـ رغـم توقفهـــم عن الأعمال والقــــوانين ـ
 أن يسيروا خارجاً ، 
 و لا أن يذهبـــــوا إلي الكنائــــس ليتنعمــوا بالأصوات و التسابيح من الآخرين ،
 لان الذي أحس بخطـــــاياه ،
             فقد عرف أن الوحدة أخير له من أن ينفـــــع المسكونة كلها  بمنظــره ،
 + و الذي يتنهــــــــــــــــــــد ساعة واحدة على نفسه في الوحــــــــــــــــــــــــدة
           لهو أفضل من الذي يقيم الموتى بصــــــلاته و هو ساكن في السجس .

   و الذي اســـــــــــتأهل أن بنظـــــــــــــــر نفســــــه
           لهو أفضل من الذي اســـــتأهل أن ينظــــــــر الملائكــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
                                الان هذا يشاهدهم بعيني الجسد و ذاك بعيني النفس .

 + و الذي بالحزن و النوح يلتصق بالمســـــــــــــــــــيح في الوحـــــــــــــــــــــــــــدة
             لهو أفضل من الذي   يمــــــــدح كل يــــــوم في المجــــــــــــــــــــــــامع .

   إما أن أتي احد بقول بولس الرسول :
" أنا أطلب أن أكون محروماً من المسيح بدل إخوتي.. .." وبقية هذا الكلام ( رو 9 : 3 ) ،
  ( نجيب ) : الذي أخذ قوة بولس ينبغي له إن يعمل أعمال بولس
                 لان بولس كان يتدبر من الإرشاد الإلهي لينفع العالم ،
                و هو يشــــــهد انه ليـــــس بهــــــواه كان يفعــل هذا ، 
   بل كانــت الضرورة موضوعــة عليـــه وكان يقـول: ويــلي إن لم أكـــرز ،( 1كو  9 : 16 ) ،
و أيضـــــــــاً :
 اختيار بولس ليس للتوبـــــة بل كان بهدف إن كرز للمسكونة و أعطى قوة عظيمة لذلك.

+ و الآن يا إخوتي : فلنحــــب الســـــــكوت
                    لكي يموت العالم من قلوبنا    و نتـذكر المــــوت علي الــــــــــدوام ،
                   و بمثل هــــذا الفكـــــــــــــر    نقترب من الـــــله بقلوبنا وبكل قوتنا  ،
                   و نرذل هـــــذا العالم الباطل ، و لتكن كل شهواتنا حقيرة في أعيننا ،
                   و نصبر بلـــذة دائمـــــــــــــاً     في السكوت بجسد مريض عاجــــــــز
 لكي نستحق يا أخـــــــوتي النعيــــــــــــم     مع الذين في المغاير و شقوق الأرض
  مرتجــــــــين ظهــــــــــور المسيح ربنــــا ،    منتظرينه من السمـــــــــــــــــــــــــــاء .
الذي له مع أبيه الصالح القدوس و روحه القدوس
المجد والكرامة و السجود
إلي الآبد وابد الآبدين

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق