مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الأربعاء، 1 مايو 2013

طبيعة النفس ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثانى) ـ الجزء الثانى .


الميمر الثانى ( 2 )
طبيعة النفس ، وما فوق طبيعتها ، وما هو خارج عن طبيعتها


+ طبيعــــة النفـــــس هي : فهــــم المخلوقات جميعها المحسوسة  و المعقولة ،
   و ما فوق طبيعتهـــــــــــــا   هـــو تحركها بالثاؤريـــــا ( أي المشاهدة ) الإلهية ،
    و ما هو خارج عن طبيعتها   هـــو تحركها بالشهوات .


+ وقد قال مصباح  المسكونة القديس باسيليوس :
  " أذا ما وجدت النفس  في  وضعها الطبيعي  كانت  في العــــــــــــــلاء ،
    وإذا   كانــت خارجـا   عن  طبيعتهـــــــــــا   فهي  في  أســـفل الأرض "
    لان الشهوات ليس لها مكان في الموضع الذي يقال عنه انه بلد النفس
                                                                    ( أي أعماق النفس ).
   لكن إذا انحط الطبـــع إلي أســــــــــــفل عند ذلك يعاني من الشهوات.

  فأين إذا هي الشهوات النفسية ، إذ قد اتضح أن الشهوات ليست من طبع النفس
  إنما تتحــرك بشهوات الجســــد المرذولة مثل إنها تحزن معه بالجـــوع والعطــــش ،
  ولان هذه لا يوضع ها ناموس ينظمها فلا لوم عليها ، مثل تلك التي هي تحت اللوم ،
  بــــــــــل قــــــــــــــد يؤمــــــــر الإنســـــــان بفعل ما يكون تحت اللوم ولا يلام عليه
  بــــــــــل يأخـــذ أجراً صالحاً مثل هوشع النبي الذي شــارك زواجــاً غـــير شـــرعي ، 
 و كإيليا الذي باشر القتل لأنه غار لله و كاؤلئك الذين طعنوا بالرماح أقرباءهم بأمر موسي
                                                                                                                     (عد   5:25) 
 فإن قيل : إن الشـــهوة و الغضـــب في طبيعــــة النفـــس 
                                 و ليســـت في طبــــــع الجســــد ،  أفليست هذه ألامها ؟
 قلنـــــــا : إن شهوة النفس 
               إذا كانت ملتهبــــة بالإلهيــــات فهذه أمور طبيعيــــة بالنســـــبة لهـــــــــا ،
              وإذا كانت ملتهبـــة بالأرضيـــات و الجســدانيات فلا ( أي ليس من طبعها ).


              وإذا كانت  تغير لأجل الإلهيات فهذا غضب طبيعي للنفس.

              و إذا كان لأجل شهوة الجسد والحسد و المجــد الباطل  ،
                                  وما يشبه هذا كان هذا خارجاً عن طبعها .

أمور كثيرة يقولها الكتـاب و يضـــــع لهـــا أســــماء مستعارة ،
             و كم من مـرة ينسب للنفـس ما يخص الجســــد ،
              و يضــــــــــع عـــــلي الجسد ما يخص النفــــس دون أن يفـــرق بينهمـــا.


وذلك لئلا يطول الحديث .  الفهماء هــم الذين يفهمون ما يقرأونه و يعرفون قصد الكتب .
                                               كمثل ما يخص لاهوت ربنـــا ينسبه إلي بشريته علوا و رفعة
                                 و ما يخــــــــص بشـــــــريته ينسبه الى لاهوته ،
و كثيرون لأجل أنهم لم يفهموا قصد الكتاب عثروا عثرة لا قيام منها.
و هكـــذا تكون أمور النفس و الجسد .
 إن كانـت الفضيـــــــــــــــــــــــلة هـــــي قــوة النفــس و صحتهـــا
             فالآلام ( أي الشهوات ) هـــــي أمراضهــــــــا و أسقامها

             التي تعارض الطبــــــــع و تخرجه عن الصحة و المعـــروف.
  الآن انه مــن الطبيـــعي أن :
  تســــــــــــــــــــــــــــــــبق الصحــــة ، العـــــــوارض و الأســـــــــــقام  ،
  و إذ أن هذه هي الحقيقة   فالفضيلة بحكم الضرورة هي طبيعة النفس ،
                                                   و  العــوارض ليسـت من طبعهـــا ،
  و لا يمكن و لا يستطاع أن : يكـــــــون الأصيــل فيها هــو غير الطبيعي .

  والآلام ( الشهوات ) الجسدية هي من طبــع الجســـد وليســـت مســـــتعارة ،
  وأما النفس فبسبب الجســد فالمستعار وضع عليها ( أي نسبت لها الشهوات ).

  و لقد بان الآن و كل واحد يصدق إن النقـــاوة هـــي طبيعة النفس و الاشتهاء مستعار
  لان المــــرض يأتي بعد الصحــة  ، و لا يمكن أن يكون الطبع جيــــد و رديء  بالخلقـــة ،
  و علي كـــل شــيء عــــارض  لا يقال انه من خصائص الطبع ،بل هو يأتي من خـارج ،
  و كل شيء مفاجئ و عارض يلازمه الزوال و التغيير ،و أما الطبيعي فلا يتغير و لا يزول .

  الآلام       التي تخص الجسـد وضعها الله للمعونة لأجل تهذيب وتقويم الجسد ،
  و أما الآلام التي تخص النفــس ( يقصــد المحـــــاربات التي تواجــــــه النفــس )
                                            فهي لتهذيب النفس و معوناتها.

  وإذا ما غصب الجسد علي الخضوع للنفس و لا يتابع شهواته فأنه يتضـــايق ،
   كــــــــــذلك النفـس أذا تركـــــــــــــــــت ما  يخصهـــــــــــــــــــا تتضــــايق ،
 حسب قول الرسول :                                                                                   " إن الروح تشتهى ما يضر الجسد ، و الجسد يشتهى ما يضر  الــــــروح(غل   17:5) 
                                   و الاثنان يضاد بعضهما البعـــــــــــــــض بالطبيعة .

   لا يجدف أحد علي الله و يقول : انه وضــــع شــــــهوات و خطيــــة فـــي طبيعتنـــــــا ،
                فهــــــو خـــلق فينا الطبـــائع لكـــن وضــــع في كل منهـــا ما يضبطهـــــا ،
                علي أن يتوافق الواحد مع الأخر ،ويصنع ليس ما يخصه بل ما يناسب رفيقه.

    لأنه إذا كانت هذه الشـــهوات هي طبيعيـــة في النفـــــس 
    لكانت لا تتأذي أذا مارستها ، فخواص الطبيعة لا تؤذي الطبع .

  و إلا فلماذا يكون إتمـــــــــــام شهوات الجسد يربي و يقوي الجسد و يؤذي النفس ؟  
                  لأنها لو كانت هذه شـهوة للنفــس أيضــاً لمـــــــا كــــــــانت تؤذيهـــــــا.

  و لمـــــاذا الفضيــــــــلة تعـــذب الجســــد و تنعــــم النفــــس ،
  أليس هذا دليــلاً عــلي أن الشيء الذي ليس طبيعياً هو الذي يؤذي الطبيعــة ،

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق