الميمر الرابع ( 6 )
الغيرة الروحية :إن لم يغر القلب من اجل الفضيلة و كذلك الحواس الظاهرة
أي النظر و السمع و الشم و التذوق و اللمس مقابل
شدة الأعمال المعاندة لها ،
فلا يقدر الإنســـــــــــان عـــلي غلبة قـــــوة الطبيعــــة ،
حينئـــذ يتدبر بالغضب ، و تكون حياة هذا الجسد
هينــة ،
و إذا كان القلب بالغيرة الروحانية يتدبر ،
فعند ذلك لا تقوي الأحزان علي الجسد
و لا تهوله المفـــــزعات ، إذ يعضده العقل ( المنتبـه
مقابل كل البلايــا )
و يسير مثل حجر المغناطيس فنغادر بغيرة الروح
من أجل مسرة الرب يســــوع ،
و نبعـــد منا كل غفـــــــــــلة ،
فهي التي تولـــــــــد فــــــي العقــــل التهــــاون
،
لان الغيرة تولــــــــــد فــــــي النفـــس الجــــرأة
و الشـجاعة و حــــرص الجســد .
فأي قـــــوة تكـــــــــون للشياطين إذ حركــــت النفـــــــــس غيرتها
الطبيعية مقابلهم !
النشــــــاط يقــــال عنه انه يلــــــــد الغيرة ،
و الغيرة إذا حركــــت قوتها للعمل تصـــــــــــير قـــوة ثابتـــة
في النفـس لا تفـرغ ،
فأكاليـــــل المجـــاهدين التي يقبلها الشــــــهداء في صــــــــــبرهم
هـــي
من جــراء الناحيتيـــن :
اعنـــي الغــيرة و النشــــــاط ، و هــذان يتولدان من قــوة
الغضب الجيـــد ،
و يصير الإنســان بلا حـــــزن و لا وجع و هـــــــــو فــــي شـــدة
العذاب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق