الميمر الرابع ( 5 )
ما أكرب الطريق :
إن كنـــــــــــــــــــــت تريـــــــــــــــــــــد ، أن تصعــــــد إلي الســــــماء ،
و لتــــلك الملكــــوت تأخــــــــــــــــــــذ ، و الشركة مع الله تنــــــــــال ،
و لتلك الطوبه والنيـاح الذي للقديسـين ، و
الخلطــة مع الملائكـــــــــة ،
و لتـــــلك الحيـــــــــاة التي
لا تفنــــــي ، تريــــــــــــــــد
أن تــــــــــدرك ،
و أنـــــــت دائمــــــــــاً تســـــــــــــــــأل
، إن كان في هذا الطريق تعب !
يا للعجب ،
إن الذين يشتهون أمور هذا العالم الباطل
يعبــــرون البحـــــــار الهـــــــائلة ،
و يسلكون الطـــــرق الصعبــــــة ،
و لا يرون في هذا تعب أو حزن من اجل الشيء
الذي يحبون الوصول إليه ،
أمـــــــــا نحـــــن ففي كل شـــيء نفتـــــش و نســـــأل علي النيــــاح !
أما إن وضعنا في عقولنا طريق الصلب و عنه نفتش
و فيه نفكر ،
فــــــأي
حزن و شدة لا تكون هينــة و خفيفــــة علينــــا ! ،
فــــــان كان لا يمكن أبداً لإنسان نيل الغلبة في القتال ،
أو يكلل أو يبلـــــــــــــــــــــــغ إلي شــــهوة إرادتـــــــــــه
إن لــم يقنـــــــع نفســـــــــه أن يصـــــبر إلي المـــــــوت ،
هكـــــــــذا
ليس أحد يمدح فـــــــــي الأمـــور الإلهيــــــــــة
أو يقـــــوم بشـــــــــــــــــيء مـــــــن الفضائل والخدمـــــات ( أي
العبادات )
إن لم يكن قد هانـــــت عليـــــه أولاً الأتعـــاب والأحـــــزان
،
و يبعد عن اهتمامه كل شيء يحركه للنيــــــــــــــــــــــــاح
الذي يتولد منــــــه الغفــــلة و التهـــــاون و الخــــوف
الذي
يكون منــــــه العجـــــز فــــي كــــــــــــل و قــــــــت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق