الميمر التاسع ( 7 )
إن تدبير المتوحدين هو شبه الملائكة ،
فلا ينبغي أن نترك عمل السماويات لنربح البر
بأمور أرضية .
ســؤال : هل يلازم أحد الإخوة لأنه ما عمل رحمة
؟
الجواب : فعل الرحمة ليس إلزاماً على
المتوحدين .
من الظاهر و البين إن : الراهب الذي ليست الرحمة
إلزاماً عليه ،
هو
الذي يمكنه أن يقول للمسيح له المجد بصدق مثلما ،
كتب : " ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك ") لو 18 : 28 ،(
يعنــــى
بذلــك أنــــه : ليس له في الأرض مشيئة و لا يملك عليها شيء ،
و لا يتعب نفسه في الأمور الجسدانية و لا يخطر بباله شيء من جميع هذه المرئيات ،
و لا يهتم باقتناء شيء ، و ان أعطــاه أحد شـيئاً
لا يأخـــذ منـــه إلا ما به إليـه حاجة ،
و أيضاً لا يحفل بما يفضل عنه و تكون سيرته
كسيرة طائر ،
فهــذا الذي هذه صفته فالرحمــة ليســت إلزامــاً
عليــــه
لأنـــه كيف يعطي غــيره شـــيئاً قد تحـــــرر هـــو منـــــه .
أمــــا إن كـان يعمل بيديه ، و أيضاً يأخذ من آخـــرين ،
( ففي هذه الحالة )
يجب عليه أن يتصدق ويعطي ، لأن إهماله لهذه هو تجاوز واضح
لوصايا الله ،
و
هو بذلـــــك ليــــس له فضـــل بالـــروح أمـــام
اللــــــه لأنه اذ يتهـــــــــاون
حتى في عمـــل ما تصـل إليه مقـــدرته بالأشـــياء الظاهــرة ،
فبـــأي شيء يترجى أن يقتني
الحيـــــاة ، و هذا أيضــــاً يدل على جهــــله .
ســـؤال : ما دام الله صالح ، فلما خلق الخطية و جهنـــم و المــوت و الشـيطان ؟
الجــواب : الله لم يخلق الخطية و لا الموت و لا الشيطان لأنها أفعال و ليست أقانيم ،
فالخطية هي ثمــــــرة الإرادة و لم تكـــن موجــــــــــــــــودة ،
و أيضاً يأتي زمان لن توجـــد و ينعـــدم فعلهــا .
أما جهنم فهي ثمرة الخطيـــة و يأتي وقت تبدأ فيه و أما نهايتهـــا فغـــير معروفـــــة
و المــــوت هو ثمرة المخالفة ،
و هو يحدث حسب حكمة الخالق ،
و سلطانه علي الطبيعة إلي زمن ثم يبطل بعد ذلك .
و أما الشيطان فليـــس الشــــر من طبعــه ، ( أي لم
يخلق هكذا )
بـــل مــــــــن الإرادة وحتى اسمه يوضح انحراف الإرادة
و جنوحها عن الحق .
ان هذه الأشياء و ما يشبهها ـ لا تظن أننا تكلمنا بهــا لكي نظهر ذواتنـا أننا
معلمـون ،
ولا لكي نمتــــدح بما هو قول الآخرين،بل أعلم أننا رضع نرضع من ثدي ( تعاليم ) آبائنا ،
و قصــــــــــــــــدنا من ذكـــــر هــــــذه الثــــــــاؤريا ( أي التأمـــلات )
التي جمعناها ونضعها قدامنا أن يتفاوض العقل بهــا و يغتـذي ،
لأنه لا يغيب عنا أننــــــــا لا نرتفـــــع عن رتبــــــة
المحتـــــاجين إلي التعــــــليم
طالمــــــا نحــــــــن لابســــــــــــــــــون هـــــــذا الجســـــــــــد .
التميـــــيز هــــو الحركــــــة الطبيعيــــة للأفكـــــــار ،
و إذا ما كانــــت تتحرك بشكل و بطريق طبيعي تدرك
تغير العوالم و العناصر .
سؤال
: متى يثق الإنسان أنه استحق و أهل لمغفـرة الخطـــايا ؟
الجواب : إذا أحس في نفسه أنه قد أبغضها تماماً من كل قلبــــــه ،
ثم يصنع عكس تصـرفه الأول في الظاهــر و في
الخفــاء .
فالذي هو هكـــــــذا فلــــه ثقــــة أنـــه ( نال ) من الله غفران خطـــاياه ،
و ذلك بشهادة الضمير النقي الذي اقتناه في
نفسه
حسب قول الرسول :
حسب قول الرسول :
لأن
القلب لا لوم فيه هو الشاهد على نفسه ) 1 تس 3 : 13 (
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق