الميمر التاسع ( 8 )
تأملات في
رموز السبت والأحد
الأحـــــــد هو سر معرفة الحق التي لم يكن يدركها
اللحم و الدم
و التي تعلـــــــو عـــــــن كل الأفكــــــار البشـــــرية .
هذا العالم ليس فيه يوم ثامن و لا سبت حقيقي
ذلك الذي قيل عنه
" اســــتراح الله في اليــــــــوم الســـــــــابع " ( تك 2 :
2 )
هو ســـــر ســكون طبعنا عن ســــعيه و جيريه في هــــذه
الحيــــاة .
الســـــتة أيـام هـــي ( رمز) إلي الجهاد لحفظ الوصايا في هذه الحياة
و اليوم السابع فــــي القبر يكمــــل ،
و الثــــــــــامن يكون الخروج منـــــه .
و كما أن أسرار يوم الأحد يتمتع بها الذين
يؤهلون لذلك هنا رمزيا ( كعربون )
و ليـــس
اليــــوم ذاتـــه ( أي الأبــدية ) إذ مازالــــوا بالجســــــــــد،
هكـــــذا أسـرار السبت يتمتع بها النشتطاء ( روحياً ( ههنـا رمزيــا،
و ليـــس السبت الحقيقي الذي هو الراحة و التخلص
من كل حزن ،
و لا هي الراحـــة التامة من جميـــع الضيقــــــات .
إن الله أعطــــانا تـــــذوق ســـــــــــــــــر كل الأشــــــــــــياء ،
و لـــم
يمنحنــــــــــــا أن نعيشها بالفعل على حقيقتها هنا .
فالسبت الحقيقي و
ليس الرمزي إنما يكــــــــون بالقــــبر ،
و هذا يوضح و يدل على الراحة الكاملة من ضغوط الآلام و من الجهاد في مواجهتها
،
فهناك يسبت ( أي يستريح ) الإنسان كله النفس مع الجسد .
في ستة أيام رتب الله قيام هذا العالم
و وضح فيه عناصر عاملة تتحرك بلا توقف للخدمة ( أي لتؤدي دورها )
و ليــــــس لهـــــا حـــــرية التوقـــــــــف إلي أن تنحـــــــــــل ،
و من هــــــذه العنـــــــاصر الأســــــاسية جبــل جســـمنا الأول ( أي آدم )
و لم تتوقـــــف حركتها بعد ، و لا لجسمنا المتولد منها أعطاه راحة من العمل .
و لهذه العناصر التي فينا وضع نهاية إلي أن تعود إلي أصولها الأولى
التي هي الانحــــــــــلال من هـــــــذه الحيــــــــــاة .
حســـب قــوله لآدم : أن بعــرق وجهـــــــك تأكـــــــــل خبـــزك
حتى ترجع إلي الأرض التي منها أخذت
( تك 3 : 19 )،
و تعمــــل فـــــي الأرض و تنبـــــــت لك شــــــــــوكاً و قرطبـــــاً ( تك 3 : 18 )
الذي هو سر ( أي رمز ) عالم الشقاء و العمل طالما هو هي في هذا العالم .
و هذه عبرها ســيدنا في تلك الليــلة التي عــرق فيهـــا
و هو بــذلك بـــــــــدل جزع العمل في الأرض التي تنبت الشوك و القرطب
إلــــــــي العــــرق في الصــلاة و التعـب في عمــل الـــــــــــبر .
خمسة آلاف سنة و أكثر ترك آدم ( أي الإنسان ) يعمل في الأرض ويشقي
إذ لم يكن قد ظهـــــــر طــــــــــريق القديســـــــين ،
و كمــــا قال الرســــــــــول أتى بنعمتــــــه في آخــــــــر الأيــــــام ( عب 9 : 26 )
و أمــــــــــــر حريتنــــــــا أن تغير العرق بالعرق ، لم يأمرها بأن تتوقف عن العمل
بل أرانا كيــف نبــدل ذاك بهــذا لأجـــل تحننه علينــا .
و لكثرة تعبنا في الأرض ، فإن كنا نتوقف عن العرق في الصلاة ،
فبحكـــــــــم الضـــــــرورة لابد أن نحصـد شــوكاً و قـرطب الآلام
بســـــبب التوقــــــف عن تعب الصلاة و العمل في جسد الأرض ،
فإنها تنبــت الشوك حسب طبيعتهــــا .
الآلام هي بالحقيقـــــة الشـــوك الذي ينبــــت فينــــا من الــــزرع الجســـــدي ،
لأننـــــــا حاملين صورة آدم فبالضرورة تتحرك آلامه فينا ،
فالأرض لا تتوقف عن أن تنبت وتنمي حسب طبيعتها ،
هكذا جســــدنا أيضـــاً الذي هو من طبيعة الأرض حسب قول الله لآدم :
أنك من الأرض أخذت ( تك 3 : 19 ) ،
فتــــــــــــــــــــــــــلك ( أي الأرض ) تنبت الشوك ،
و أما هذه الناطقـــــة ( أي صورة آدم التي نحملها ) تنبت الآلام .
و أما هذه الناطقـــــة ( أي صورة آدم التي نحملها ) تنبت الآلام .
إن سيدنا صــــار لنا مثــالاً في كل شيء بســـر تدابيــــــره الحكيمــة ،
لأنـــــــــــه إلي الساعة التاسعة من يوم الجمعة لم يتوقف عن العمل
و التعـب الذي هــو ســر عمـــل كل أيـــام حياتنــــــــا ،
و أمــــــــــــــــا السبت فقضـاه في القــبر أعني الراحـة من الأوجـــاع ،
و أما عن نهـار الأحـــــد فعظيــــم هــو القـــــول فيــه
لأن سبتنا هو يوم القبر اذ أن طبعنا يسبت ( أي يرتاح ) فيه بالحقيقة .
لذا ينبغي لنا أن نقلع منه ( أي من الجسد ) الآلام ( أي الشهوات ) كل يوم
،
و هــــــــــذا ضروري طالما هذه الأرض قائمـــة ،
لأن مداومة العمل توقف إنبات الشوك
لأن النقــاء منه تمـــاماً غـــير ممكــن ،
لأن النقــاء منه تمـــاماً غـــير ممكــن ،
لــــــــــــــذا إذا تكاســـلنا عـن العمـــل قليــــلاً
يصعد الشوك و يغطــــي و جــــــــــــه الأرض
و يخنـــــق الـــــــــــزرع الصالح
يصعد الشوك و يغطــــي و جــــــــــــه الأرض
و يخنـــــق الـــــــــــزرع الصالح
و يجعــــــل عملنا و جهادنا الأول كلا شيء ،
لهــــــــــــــــذا فنحن محتاجــــون أن ننقـي كــل يـــــوم ،
لأن التخلــــف عن التنظيف و التنقية يــزيد إنبات الشوك .
لأن التخلــــف عن التنظيف و التنقية يــزيد إنبات الشوك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق