الميمر السادس (5)
عن
المعرفة الحقيقية
كل شيء محسوس صالح ، يصــــدر
من الإنسان ســــواء كان عمـلاً أو قـــولاً ،
فهـــــــــــــو تعبــــير عما هـو
مخـــفي داخــــــله ـ
هذا إن لم يكن حدوثه عرضاً ، بل يكـــــــــون عمــــــلاً متصــلاً باســــــــــــتمرار ،
لأن هذا الأخـــير هـــو ما يعطــى عنــه المكـــافأة ،
أما الأول ( أي العارض ) فالمكافأة عنه غير
كاملة .
إن قـــوة الإرادة و ضعفهـــــــــا سـواء في عمـــل الشــرور أو
الصـــــلاح ،
ليست
من أمر طارئ به تختبر ، بل هو دائم كونه نابع من حرية اختيارها ،
لأن
العارض
قد يتســلط على حرية الاختيار ،و إذا ما
صادفت الإنسان عوارض جيدة أم رديئة
و هي تحدث إما للجـــذب و القيــادة إلي الصلاح ، و إما للتجـــربة و الفحـــص
و إما للتضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــليل ، و إما
للمكــــــــــــــــــافأة .
و الذي للقيــــادة للصــــلاح فهـو العارض الجيـد ،
و الذي للقيــــادة للصــــلاح فهـو العارض الجيـد ،
و الذي للتجــــــــــــــــــربة
يظن انـــــــه
رديء ،
و مــــا للتضليل أو المكافأة
فهما يصاحبان كلا العارض الجيد أو الرديء ،
و لا يطرأ عارض ما
كيفما اتفق ،
لأنــه
إذا كـــان الأمــر كــــذلك فلا يحدث للإنسان عارض
، لا جيد و لا رديء
.
فهــــــــي التي تحدد حســب حكمته ،القدر اللازم
لمعونتنا ،
لأنه موجود مدبر يســوس أمــور العــالم ، و مــع كــل منــا حافـــظ لا يفـــوته شـــــيء ،
و كل عارض يحدث فهو على نوع من السياسة من جهة الحافظ ، الذي يأمر به لصيانتنا
و العوارض التي تحدث هي الأربعة أنواع ( السابق ذكرها ) .
و الصــلاة الحــزينة الناتجـــة من تذكرهــا أمر يدعــو
للحـزن ،
فإنها تغير أنواع هذه العوارض ، و تبدلهــا إلي
ما يليق و يوافق ،
فالجيــد تقبــله و تعطيـه ثباتاً ، و الـرديء تغيره
لما هو ضـده ،
و لهذا لا تشك في قولي :
إن حدوث العوارض ليس كيفما اتفق و من غير
سياسة المدبر ،
لأنه إذا كانـت الصــلاة مـــع الـــبر تقــدر أن تغـــير
أو تقمـــــع ،
لهذا صح أن كل عــارض إنما يكـون حــــدوثه من قبل
المـــدبر .
السعيد من أرجع إلي مدبره ( أي الله )
كل عارض للأمور الخفية غير المكشوفة ، و فحص عن سبب حدوث العوارض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق