الميمر الرابع ( 19 )
لا تهتــــم بالجســـــديات
لا تهتــــم بالجســـــديات
+ إذا أردت
أن تخرج من العالم،
و تترك الأقــــــــارب و الأهــــل و البـــــــــــــلد ،
و تتبـع المســيح بسيرك في طريق الفضيـــلة ،
فــــــلا تتسجس بأفكار الهمِّ بالقوت و الكسوة ؛
لأنه
إذا كان عملك مع الله فهو الذي يهتم باحتياجك .
و هذا (الهمّ) يعــــــرض لك من قلــــــــــــة الإيمــــان .
و بهذا الشك يتساوى المؤمن مع الكافر :
فالوثنــــي يعتقــد أنه ليس إله غير الصنم الذي
يعبــــــده ،
أما المؤمن فيعتقد بالله و لكنه لا يثق به أنه
يهتم باحتياجه !
العالـــــــــم :
يســرع
بالسجود تحت أقدامنا ،
و يسألنا
لكي نعلِّمــه الحـــــق ،
و يقبــل
قولنــــــــا بإيمـــــــان ،
و يسير
في طريقه بفــــــــرح ،
و نحـــن نعلـــــــــم الحــــــق ،
و بيتنـــا خــــراب من داخـــل !
فيا
من تفسر الحق لآخرين ،
اعرف
أنت الحق من نفسك :
أنه ليس أحــــــــد يتبـــع الله و ينبغي له أن يهتــم
بالقوت ،
و لا
يقدر أن يتَّكـــل على الله و قلبــــــــــــه متشــــــــكك .
فالذي يثــــــق بالله لا ينبغـــــي أن يهتــم بشيء .
و هذه هي وصية ربنا :
« لا
تهتمــــوا أنتــــم بمــا تأكلـــون ،
و تقولون ماذا نأكل و ماذا نشرب ،
بل اطلبـــــوا ملكـــــوت الله وبــرَّه ،
و هذه جميعهــــا تــــــــزاد لكــــم » .
+ و الرب لم يقل لنا
إنكم لا تذوقــون التجارب ،
إنكم لا تذوقــون التجارب ،
فهــو لم يدعُنـــا للتنعــم .
فمـــــن هـــــــــــو الذي يخرج في طلب اقتناء الملكوت و لا
يشقى ؟
لكنـــــــــه (يقول) :
إنني إذا ما تركتـــــكم تتضايقون في الأحزان حسب
قوتكم ،
فإني أرجع و أفتقدكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق