الميمر الرابع ( 15 )
عنـــاية الله أثنـــا التجــــارب
+ التجارب الحادثة لنا ،
و تعرض بدون إرادتنــــا بنــــــوع من الســياسة الإلهيــة ،
هـــــــــــــــــــــــــي :
تعلِّمنا محبة الأعمال و
تجذبنـــا إلى التوبة من غير إرادتنا
.
و لهذا فإن القلب المؤمن ما يخاف من شيء ،
بل يحتمـل كل الأشـــــــياء و يُصـــــــدِّق أن :
الله قد جلب عليه (التجارب) بسياسة منه ؛
لأن الله ينظـــــــر في تواضــــــع قلبنــــــــا ،
و لا يتركنا أن نقع في شيء ردئ أو أن نضل منه
ونهلك .
فالأعمال التي لأجل الله تتبعها معونة ، و باختصار فإنه :
بالضيقــــات توجــد كــــــل الخـــــــــــــــيرات ،
و بالضيقـات يقتني الخطاة درجات القديسين ،
و هـــــــــي رسـم التوبـة .
+ لأنه إذا ما ثبَّتت النعمة الإنسان في الاتكال على الله و الثقــة به ،
عنــــــــد ذلك تبــــــــــــــدأ أن تدخـله في التجــارب قليـلاً قليـلاً ، و تسمح أن تنطلق عليه التجارب ،
التي تكون في منزلتــه كفاية و مقدرة على حمــــل صعوبتهـــا .
و في وســـــــط التجربـــــة :
تدنو منه النعمة بمعونتها ( بنوع ) محســوس ،
و ذلك لكي يثق و يتشجع ، و يتخــرج (أي يتـــــــدرب)
قليــــــلاً قليـــــــلاً ،
و يقتني حكمـة و فهمـــاً ، و يجســر على أعــــــدائه بثقتـــــه
باللــــــــه .
لأن الإنســـــان لا يســــتطيع أن :
يتحكـــــم (أي يقتني حكمة) في القتـــال الروحـاني
بدون هذه (التجــــــــــــارب) ،
و لا أن يعرف مُدبِّره و يحس بالله
و تثبـــــت أمانتـه فيـــه خفيـاً ،
بالقـــــــوة التـــي قبلها فـــي نفســــه بالتجــــــربة .
و إذا نظرت النعمة أنه :
قد بــــدأ يتحرك فيه فكر عظمة أو ظنون بنفسه ( أي غرور ) ،
فإنهــــــــا تسمح بأن تشـــــــتد التجـــــارب عليــه و تتصعب ،
لكي يعرف ضعفه فيهـــــــــــرب و يلتجــيء إلى الله
باتضــاع .
عجيبـــة هي معـــونة الله مع الإنسـان :
و تُعرف إذا حصل في وسط أمــــور خطـرة مملــوءة مـن
قطـــــع الرجـاء و اليــــــــــأس ،
حيث هناك يُظهر الله قــوته و يخلِّصــه منها .
فالإنســــان :
لا يعرف قوة الله أبداً في الراحة و السعة ،
و لا يظهر قط فعله
محســــــــــــــــــــوساً ،
إلا
في موضع هادئ و بريـــــــــــة و مواضع خالية من
الاضطرابات ،
و المفاوضات و من مســـــــاكن
النــــــــاس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق