الميمر الرابع (16 )
الفضـــائل نبــــع الضيقـــات
+ لا تعجبن من هذا ، أنـــــــــــك إذا بدأت بالفضيلة ،
فللوقــــــــــت تنبــــع
عليــــك ،
ضيقات صعبة من
كل ناحيــــة ؛
لأنها
لا تُحسب فضيلة :
تلك التي لا يتبع عملها تعــــــب و مصـاعب ،
لأنه من هذا قد سُميت فضيــــــــــــــــــــلة ,
و من عادة
هذا النشـــــاط أن تحيط به المصاعب .
و مـــــــــــــــــرذولة هي :
الفضيلة
التي تكمل بالراحـات .
فكل
فضيلة تُسمى صلباً ،
لأنها تكمِّــــــل وصيــــة الروح :
« لأن جميع
الذين يريدون أن يحيوا بمخافة الله
بيسوع
المسيح يتضايقــــــــون و يطـــردون »،
« و مــــن يريد
أن يتبعني يكفــــر بنفســـــــه ،
و
يحمل صليبـــــــــــــه و يأتــــي ورائــــــي » ،
« و مــــن يريد
أن يحيى نفسه بالراحة يهلكها ،
و مــــن يهلك
نفسه من أجلي يجـــــــدها » .
و
لهذا سبق فوضع قدامك الصلب و المــــــــــــــــــــوت
،
حتى تضع
ذلك على نفســـــــك و تسير
وراءه و تتبعـه .
فليــس شــــيء
أقـــــــــوى مـــن قطــــع الرجــــاء ( باستعداد
الصلب ) ،
هــــذا لا
يعرف الانغــــــلاب مــــن أي شــــــــــيء ،
ســواء كان
في أمــــــــــور يمينيــة أو شـــــــمالية ،
لأنــــه إذا
قطــع الإنسـان الرجــــــاء من حيـــــــاته ،
فطوبى لمن
يتهاون بهذا العالم و نياحــــــــــــــاته
،
و
يتبع الــــــــــــــــــــــــــــــرب و يســــــير
وراءه ،
لأنــــه يفرحه
معه في العرس في عالمـه
الجديد .
+ أيها
التلميذ :
الذي يريد أن
يجد نفسه فيما لله اطلب هـــذا :
أن تهـلك جسدك
بأعمال مخـــــــافة اللـــــه ،
و أن تحزن نفسك
بالتنهد و الألم على شرورها ،
لكـــــــــــــي
:
تجدهــــــــا فــــي الراحـــــة التي
لا تفســــد .
و صلِّ
في و حدتك بهذه الصلاة قائلاً :
يا لله أهلنـــي
لحزن النــــوح في قلبـــــي ،
يارب استأصل
من قلبي مفاوضات العـــالم .
+ الوقــــــت الــــذي تــريد فيـــه
أن :
تترك بلدك
من أجل الله ،
هذا
هـــــو بدء الفضيلة .
فاتـــــــــرك الموضع الذي تتنيـــــح
فيــــــه بالجســـــــــــد .
و ارفــــض أسباب الراحة من أجل
الخوف في أمور النفس ،
لئـــــــــلاً تخســــر في
الروحانيـات .
و إن كان الفكر يسجِّسك و يخوفك ،
اذكر هذا و صــــــــــــــــدِّق
أن الله ،
يوفـــق لك موضعاً أفضـل و أوفـق من ذلك ،
و يكون الله لك مرشــداً إلى حيث تمضي .
و لأنك بنوع
الفضيـــلة :
قبلت على نفسك أن : تقطـــــع الهوى الجسداني الذي
يريـد الراحــة ،
و تهتـــــم بفـــــــــــــــــــــوائد
الــــــــــــــــــروح ،
و تتضايقت بفكـــرك
من اجل العـــادة التى فيك ،
و غصــبت ذاتك و تبعـــــــــت ســـــــــــــــــيدنا ،
لذا فهو يرشدك الى موضع يعزيك افضــــــــل مـــن الـــــــذى هنــــــا
ــ بقوه منه ـ تتحمــــل المصــــــــاعب بفــــرح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق